الفقيه يحاضر في (شومان) عن (الجامعة وسؤال المعرفة)
قال أمين عام منتدى الفكر العربي د. الصادق الفقيه في المحاضرة التي استضافه فيها منتدى شومان الثقافي أول من أمس إن الجامعة ارتبطت بسؤال المعرفة، وتحدث عن تجارب عايشها في الجامعات التي درَس ودرّس بها.
وأضاف في محاضرة بعنوان: «الجامعة وسؤال المعرفة: هل من ضرورة لإعادة التعريف».: أن «هناك تشويهاً حدث في الجامعات بحيث أن الجامعة لم تعد تصنع الفكر بسبب ضعف البحث وطريقة التدريس والتداخلات الاجتماعية، وتدخل المجتمع والمصنع والسوق إذ صارت هذه الأدوات تتحكم في المعرفة التي تنتجها الجامعة. موضحاً ان هناك مؤسسات حاولت أن تنتج جامعاتها الخاصة، لانتاج معرفتها الخاصة بغض النظر عن القيم التي يجب أن تنتجها الجامعة.
وبيّن الفقيه في المحاضرة التي قدمه فيها د. فايز خصاونة أن الجامعات في الغرب تتعرض باستمرار إلى إعادة تعريف والى دراسة العلاقة المكونة لطريقة تأسيس الجامعات، وتساءل: هل المعرفة ستكون مع الجامعات الجديدة أم في الجامعات القديمة، أم أن لكل منها دوراً ينبغي أن تقوم به خدمة لهدف المعرفة.
وركز المحاضر على أهمية البيئة الجامعية كأساس لتأسيس المعرفة، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الجامعات حاليا لا بيئة فيها بما لا يمكن الطالب أو الأستاذ من أن يعطي كل ما عنده. واشاد الفقيه بالنموذج الجامعي الألماني كمنتج للمعرفة باعتباره نموذجا حاكماً للجامعة وفكرتها من حيث أهمية البحث وأهمية العملية التدريسية.
وبيّن المحاضر ان تعريف الجامعة في الأصل هي فكرة عربية، فالجامعة عربية الفكرة والمسار والتطوير وهذا ما يعترف به العالم أجمع، من حيث فكرة الجامعة، والشهادة، والاعتماد الأكاديمي، مشيرا الى انه رغم بدء الجامعة العربية في المؤسسات الدينية إلا أنها كانت تعلّم كل العلوم، وأعاد د. الفقيه أصول الجامعة العربية إلى عبقرية المكان العربي.
ونبه الفقيه إلى أننا لم نحافظ على هذا السبق وقد تأخرنا كثيرا في اللحاق بالجامعات الحديثة، موضحا أن المطلوب في الجامعات العربية الآن تكرار سؤال المعرفة فيها، حتى تستنطق الإجابات التي تعالج الخلل الموجود فيها، وتصبح قائدة ورائدة في مجتمعاتها.
وذكر المحاضر: «أن اتحاد الجامعات العربية استعاد فكرة عقد ندوة فكرية بحثية تسبق اجتماعاته السنوية التي كانت غالبا إجرائية تقليدية، وتمنى أن تخوض كل اجتماعات الاتحاد في مستوى الأسئلة التي تطرحها الجامعات»، ودعا إلى التفكير في تأسيس جامعات لأغراض محددة تربط بين المعرفة وتحصيل الحكمة التي تقود بدورها المجتمع في مختلف شؤونه.
وقال: «إن هناك اختلافاً بين الجامعات فمنها من يتمسك بالماضي ومنها من يود التحليق بعيدا ويبقى السؤال باستمرار عن ماهية دور الجامعة في إنتاج المعرفة الصحيحة، معربا عن إحباط من مستوى الجامعات العربية في التصنيفات العالمية واصفاً إياه بالمخجل. الراي
