افتتاح معرض «قطبية المتناقضات» لهاشم اسندر بالزرقاء
ويشتغل اسندر منحوتاته بدقة متناهية، محملا اياها بالعديد من الشحنات الفنية والرموز الكامنة، والتي يبدأ المتلقي في اكتشافها عبر مراحل استغراقه وتأمله للعمل الفني المعروض امامه.
وعبر اسندر من خلال اكثر من ثلاثين منحوتة في المعرض، الذي افتتحه مدير مركز الدراسات الشركسية في الزرقاء عدنان يونس، عن دواخل الانسان وطموحاته واحلامه وانفعالاته من جهة، وصراعاته وتناقضاته مع محيطه والظروف والبيئة التي يعيش فيها من جهة اخرى.
وابرز في اعماله جدلية التناقضات والثنائيات الكونية، حيث نرى الرجل والمرأة، الانسان والحيوان، الليل والنهار، الحياة والموت، الخير والشر، والسعادة والالم، فيما تحمل المنحوتة الواحدة الكثير من الدلالات والايحاءات المشفرة بأساليب فنية تفيض بالجمال والابداع.
وقال اسندر انه يفضل استخدام الحجر البازلتي البركاني الذي يتميز بالقساوة واحتوائه على العديد من المعادن النفيسة، فيما يستخدم في بعض المنحوتات الاحجار الكلسية والطباشيرية، مبينا انه حاول في معرضه الشخصي الثاني لفت النظر الى ان الحياة لا تسير بشكل فردي، بل بصيغة ثنائية تكمل بعضها بعضا.
واضاف انه يستند في اشتغالاته الفنية الى فلسفة ورؤى فنية تعتبر ان الحياة فيها جانب ايجابي وآخر سلبي، يعتبران ضروريان لاستمرارية الحياة وان كان عبر تناقضاتها التي لا تلغي، بل تكمل حسب رأيه.
بدوره بين الفنان والنحات مجدي مشارقة ان المنحوتات تعالج قضايا انسانية وتاريخية وتراثية، مثلما تركز على العديد من الحالات الفطرية والطبيعية برؤى فنية غير تقليدية تغوص في اعماق النفس والكون وتستلهم مفردات فنية ذات صياغات مبتكرة ومبدعة، وتثير الكثير من الاسئلة والتداعيات الفلسفية والفكرية.
وحضر افتتاح المعرض الذي نظمته مديرية ثقافة الزرقاء ويستمر يومين، مدير الثقافة نعيم حدادين وجمع من الفنانين والادباء والمهتمين. الدستور