تيسير النجار.. حين يخذله الجميع وتمارس الحكومة صمتا مخجلا
كتب محرر الشؤون المحلية - ها هي 5 أشهر . بلياليها الباردة والقائظة تمر على الزميل الصحفي تيسير النجار في غيابه القسري. إذ لا دلالة قطعية تدل على مكان احتجازه سوى ما أخبر به زوجته ماجدة الحوراني، خلال الدقائق الهاتفية الخاطفة.
الزميل تيسير المختطف منذ صقيع كانون الأول في 13/12/2015 تحديدا، قال قبل شهر في أول اتصال بزوجته، وسط عويل صغاره وبناته المفجوعات، إنه: يقبع في سجن الوثبة الصحراوي وإنه طوال المدة السابقة، أي قبل 3 أشهر على ذلك، كان معتقلا في زنزانة انفرادية. وحين أراد الاسترسال في شرح أحواله وأهواله. انقطع الاتصال.
ويستنكر إعلاميون أردنيون وعرب بشدة ويرفضون بشكل قاطع، ما يتعرض له الزميل تيسير النجار، معتبرين أن وقائع قضيته خرجت عن دائرة التفهم والتصديق، لافتين إلى أنه "لا أحد بإمكانه توقع ما جرى للزميل بعد هذا الانقطاع غير العاقل وغير المؤدب، حيث اقترب من ذكر ما جرى له حقيقة وما وقع على حريته وكرامته". ويسخرون بمرارة: على الضيف أن يكون مؤدبا!
ويشير حقوقيون إلى أن معلومة تواجد النجار في سجن الوثبة يعتورها الخلل الواضح، ويرون أنها معلومة غير دقيقة، وموجهة من الجهة الأمنية التي تختطفه لوسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والعربية والدولية، أي إنها عبارة مدروسة بعناية، لإخراج وصف حالة تيسير من حالة "الاختطاف" "والاختفاء القسري" إلى مجرد متهم يقضي فترة التحقيق في سجن رسمي!
تيسير النجار موظف عام في الدولة
في الوقت نفسه، يثير الموقف الرسمي الرخو والمائع من الحكومة الأردنية إزاء قضية الزميل النجار، الكثير من علامات التعجب ويرسم صورة ضبابية عن حقيقة مفهوم السيادة في ذهن صناع القرار في الأردن، إذ لا يبدو مهما أو ذا قيمة أن الزميل النجار موظف عام في وكالة الأنباء الأردنية "بترا" وإنه ما يزال من الناحية القانونية تابعا للسلم الوظيفي الحكومي، وأن الزميل النجار في إجازة بدون راتب لمدة سنة حيث تقدم لهذه الإجازة بعد حصوله على عقد عمل في الدولة الشقيقة، الإمارات العربية المتحدة.
موقف الحكومة من اعتقال وتغييب موظف عام هو موقف متهافت، وضعيف ومزر ولا ينم عن أي إحساس بمفهوم السيادة، بحسب وصف العديد من الإعلاميين الذي يعملون في المؤسسات الحكومية، الأمر الذي يدفع هؤلاء إلى التشكيك بمكانة "الموظف العام" الذي يعتبر الاعتداء عليه لا يقلل من هيبة الحكومة فقط، بل يدفع إلى النظر إليها بعين الاستخفاف المطلق بسبب تخليها عن الكرامة الوطنية مقابل منح ومعونات وصدقات غير جارية.
ويدعو التقاعس الحكومي في قضية تيسير النجار العديد من المتابعين في الداخل والخارج إلى التطلع بعين الأمل إلى تدخل ملكي مباشر، وإنهاء معاناة أسرة أردنية تعاني غياب معيلها الوحيد الذي خرج من بلاده ولم يعد، بل أعيد إلى حيث لا يعلم أحد.
نقابة الصحفيين ورابطة الكتاب وجهان لخذلان واحد
في المقابل تتزايد سهام النقد والاستنكار تجاه نقابة الصحفيين ورابطة الكتاب اللتين ينتمي إليهما الزميل النجار، حيث يرى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنهما قد أدارتا الظهر لقضية الزميل ومارستا تجاه حريته وكرامته الخذلان وعدم اتخاذ الموقف النقابي الحقيقي.
ويقول هؤلاء إن ما قامت به النقابة والرابطة من بيانات استنكار كان من باب "رفع العتب" ليس إلا ، ولم يقدم أي شيء على أي صعيد، باستثناء المعونة الواهنة الزهيدة التي قدمتها النقابة لأسرة الزميل النجار لشهرين فقط ثم توقفت، فيما لم تقدم رابطة الكتاب أي شيء يذكر في هذا الجانب ايضا .
ويضيف الناشطون على مواقع التواصل بأن النقابة والرابطة اكتفتا من الغنيمة بالإياب حيث عاد نقيب الصحفيين طارق المومني ونائب رئيس الرابطة أحمد الطراونة بعد زيارة للإمارات بخفيّ حنين،،