jo24_banner
jo24_banner

فخامة الرئيس: إن خُدِعْت لا تَخْدَعْنَا.. فإثنى عشر معتقلا حراكيا لم يخرجوا بعد؟!

عبدالناصر الزعبي
جو 24 :

يا فخامة الرئيس: ما زال هناك حراكيون معتقلون وهم محتجون وناشطون سياسيون زجوا في السجون الأردنية على دفعتين.. أحداهن غيبت منذ آذار الماضي ولا زال أحرارها معتقلين كلهم، والثانية طُرِقَت معاناتهم حتى فرجت عليهم، سوى اثنين منها.. أحدهم الناشط والصحفي علاء الذيب وثانيهما الناشط سمير جبر، اللذان اعتقلا مؤخراً ضمن دفعات الجملة الأخيرة التي أفرج عنها كلها سواهما.. وكم تمنيت لو تمنع التسعة عشر المسرحين وامتنعوا عن الخروج من معتقلاتهم إلا مع الحراكيين الإحدى والثلاثون جميعا.. فعيب وعار القبول بالحرية إن لم تكن لجميع الرفاق.. خصوصا أن الذيب والجبر اعتقلوا بسبب مطالباتهم بالإفراج عمن سبقوهم في الدخول للسجن والخروج منه ضمن جملة دفعتهم؟!

والقصة الحبلى بالخداع.. لا تبدأ مع الذيب والجبر بل تنتهي بهما، وتبدأ مع إحدى عشر معتقلا من الحراك الشعبي في الطفيلة. واللذين ما زالوا منذ بدايات هذا العام ولأكثر من ستة شهور منسيين ومغيبين في السجون الأردنية.. تقهرهم قسوة سجانيهم، التي أدبت بهم كُثُرٍ يوم قامت قوة أمنية باعتقالهم تحت وطأة الأوامرِ العليا، وغيبتهم عن الإعلام واستفردت بضعفهم دون محاكمات حقيقية، ودون أدنى اعتبار لحقوقهم القانونية والصحية والنفسية والأسرية.. لتجردهم من كل إنسانيتهم وبشريتهم، احترازيا كي لا يعودوا لطلب العدالة والحرية هناك.. فيخمعوا بهم غيرهم من أبناء وطنهم وأحيائهم ومجاوريهم وأقاربهم.. وهؤلاء صنفهم الحراك برجال الصف الثاني والثالث وربما اقل فتركوهم لمصيرهم المشئوم.. وصنفتهم الحكومة بفأران المختبر وزادتهم تعقيدات وتشويه في قضيتهم المفتعلة لخمع الحراك، وهناك من صنفهم لمروءته وعشقه للعدالة بالمضطهدين.. والمعتقلون المضطهدون هم:-

1. نصار سعود درويش الخطباء اعتقل بتاريخ (٣٠ سنة) 11/3/2012م

2. محمد خالد الغبابشة (١٩ سنة) اعتقل بتاريخ 11/3 /2012م

3. مطر محمد السعايدة (١٩ سنة) اعتقل بتاريخ 11/3/2012م

4. جهاد خالد مسعود الخطاب (٢١ سنة) اعتقل بتاريخ 15/3/2012م

5. محمد نور سفيان المحاسنة (٢٦ سنة) اعتقل بتاريخ 15/3/2012م

6. راشد عبدالله فرحان عوران (١٩ سنة) اعتقل بتاريخ 15/3/2012م

7. محمد ذياب مرايات (٢٧ سنة) اعتقل بتاريخ 18/3/2012م

والأخوة الثلاثة:-

8. صابر سليمان مصلح العواجي (٢٨ سنة) اعتقل بتاريخ 24/6/2012م

9. محمد سليمان مصلح العواجي (٢٧ سنة) اعتقل بتاريخ 10/7/2012م

10. عدي سليمان مصلح العواجي (١٩ سنة) اعتقل بتاريخ 14/3/2012م

والمتواري:-

11. أحمد نايف خليل الحجاج (مطلوب بنفس القضية المدرجة بها الأسماء أعلاه ولم يتم القبض عليه بعد ووفقاً للائحة أمن الدولة مصنّف فارا من وجه العدالة).



يا فخامة الرئيس.. هؤلاء ضحايا دون استثناء، ينتمون لأسر كادحة جداً لم تكتفي منظومة الفساد بسرقة حقوقهم المدنية وإهمال التزامات حكومتهم نحوهم بتوفير خدمات اجتماعية وتنموية تعوضهم عن أوضاعهم الاجتماعية شديدة التهميش والحرمان مضافا لها اليتم والفقر، بل تزداد افتراء باستهدافهم. وأمّا التهم المحيرة يا صحب الفخامة والتي ألصقت بهم وهي من نوع التهم التقليدية تجاه الحراكيين في محكمة أمن الدولة فهي:-

1. استعمال مواد مفرقعة بقصد الضرر بالأرواح والممتلكات.

2. الشروع التام بخطف رهينة بقصد ابتزاز جهة رسمية.

3. التجمهر غير المشروع.

4. القيام بأعمال شغب نتج عنها إلحاق الضرر بممتلكات عامة.

5. القيام بأعمال شغب نجم عنها إيذاء أحد رجال السلطة العامة.



هذه التهم تبدأ باستعمال المفرقعات دون وجود أي مفرقعات؟! وتهمة خطف بدون مختطفين وفبركها آخرون من البلطجية للتشويش على مصداقية الحراك؟! وتهم تتطرق لتجمهر غير مشروع وكأن الربيع العربي بمنأى عنهم وكان حق لألآف الأردنيين دونهم؟! وتهم القيام بأعمال شغب قام به بلطجية اثناء قيامهم هم بنشاط احتجايا سلميا حرفه عن مساره وصورته تدخل هؤلاء البلاطجة.



الحقيقة من ناقلها:-

وحتى لا اكرر شيء فإنني أعيد نشر ما حكته لي وكررته الناشطة الحقوقية ناديا سليم الجلاد على مسامع الكثيرين تنشد منهم الفزعة لإنسانيتهم قبل كل شيء والانتصار لإخوة لهم استضعفوا وظلموا.. وسيكون خلاصة ما كتبته على صفحتها الشخصية بالـ فيسبوك وعلى المواقع الالكترونية، فهي إنسانة تتابع عن كثب - كأي مواطن غيور - موضوع المعتقلين وأسرهم منذ عدة شهور دون أي مقابل، وهي تراعي شؤون المعتقلين وأسرهم على نفقتها الخاصة بعد أن تورطت بهم عندما اطلعت على مظلمتهم وحالهم وحال أسرهم المأساوية.. إذ لم تعد بعد أن أسرتها إنسانيتها تجاههم قادرة على تركهم لوحدهم مع غول الفقر والعوز والظلم والجور الذي لا تقول به الجلاد إلا (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبي الله وبه المستعان).



زيارات ميدانية وحقائق من مصدرها:-

فتقول نادية الجلاد: تمكنت خلال يومي الاثنين والثلاثاء قبل عطلة العيد من زيارة خمسة من معتقلي الحراك الطفيلة الشبابي الشعبي وبرفقة المحامي أحمد عبدالله (من مكتب المحامي المتطوع الأستاذ طاهر نصّار) ولفتت الجلاد إلى أن تلك الزيارات تحققت بعد زيارات متكررة لأسرهم ولسجونهم.. وبعد جهد كبير بذل لتجاوز معرقلات عديدة من دوائر السجون التي يقبع فيها المعتقلون منذ شهر مارس الماضي، وتوضح الجلاد انه تمّ اعتقالهم من ضمن حملة الاعتقالات التي سمتها بالهمجية والتي جاءت بداية هذا العام بعد سلسلة من الإعتصامات السلمية، وأكدت الجلاد انه وبحسب معرفتها وبعد التقصي وجمع الادلة والحقائق والشهادات فنه حينها تخصصت عناصر أمنية لاختراق هذه المسيرات وتحويلها إلى حالة من الفوضى والتخريب كما حصل فعلا.. مشيرة ألى أن ذلك كان بقصد ترهيب وقمع الحراك والتشويش على مصداقيته والإيهام بان تلك المسيرات خطيرة وموجهة. ولفتت الجلاد إلى أن مثل هذه الدسائس تستفحل بالياتها الهزلية وبشكل موسع في المحافظات البعيدة عن مرافق التمدّن وأفق امتداد الرأي العام، إذ تختفي هناك معالم ضحاياها ألى ما وراء الشمس؟!



وقائع التصيد للحراكيين وزجهم بالسجون مع معاناتهم:-

وتضيف الجلاد: من خلال تقارير مستخلصة من مراجع أرشيفية عديدة وخاصة بتلك المسيرات الشعبية (التي كانت ذروتها في الشارع العام في أشهر يناير وفبراير) وأيضا من خلال إفادات جمعتها الجلاد شخصيا من عائلات وأسر وذوي المعتقلين، وهي معلومات كما تقول الجلاد: تكرّم بإفادتي بها أهل ثقة ومعروفين بصيتهم الطيب بمحافظتهم، بالإضافة لمعلومات هامة استخلصها المحامي المتبرع من المعتقلين أنفسهم في سجني العقبة وسواقة، وتتابع الجلاد: أكّدت هذه المعلومات والوقائع الموثقة أن تلك الاعتقالات عشوائية شنّتها أجهزة الأمن مستهدفة الفئات الأكثر شعبية في الطفيلة ممن نشطّت في الإعتصامات الثلاث الأخيرة حينها، وقالت الجلاد: وبحسب المعلومات المتوفرة فأنه كان يتمّ تكريس آخرين ممن يسمو بالبلطجية (ويقارب عددهم الخمسة وعشرون شخص) حيث قاموا باختراق المسيرات السلمية ملّثمين وقاموا بالصدام معها ومرات أخرى قاموا بهجمات عدوانية على المعتصمين وقاموا احيانا برمي قنابل الملتوف بعدة اتجاهات.. لافتة الجلاد ألى أن المعلومات التي توفرت لديها تفيد أن هذا تم أمام مرأى قوات الأمن ودون أي محاولة لإيقافهم حينها، ولكن كان يتبع ذلك هجوم قوات الدرك على المعتصمين وضربهم بعنف لتفريقهم.. وتستمر الجلاد: وبينما كان يتفرق المعتصمين ويهربون من بطش لكمات وركلات قوات الدرك، كان البلطجية الملثمون يقومون بتكسير آرمات الشوارع وغيرها من الممتلكات العامة المحيطة بموقع النشاط السلمي ويقومون احيانا بإحراق إطارات السيارات.. أيضاً دونما أي تدّخل من قوات الأمن كما أكدت معلومات الجلاد ويلبس ذلك كله من تخريب وفوضى للحراك السلمي. (وفي هذا صورة تستخلص منها يا فخامة الرئيس الأجواء والمناخات التي يتم اعتقال الأحرار فيها)



ملابسات تؤكد براءتهم:-

وأضافت الجلاد: لدى مراجعة وقراءة بيانات المعتقلين الخمس اللذين تمكنا من مقابلتهم وأيضا اللذين منعنا حينها من مقابلتهم في سجن معان وسجون أخرى لأسباب غير منطقية وبحجج واهية من سجانيهم، اتضح لنا أن ملابسات الاعتقال الملتوية من قبل عناصر القبضة الأمنية وقرينتها العدلية.. زادت الأمور تعقيدا وتاهت معها الحقيقة وبراءة هؤلاء من كل تهمهم المفتعلة من قبل الغير (البلطجية) حيث أن بعضهم قبعوا في السجون لعدة شهور دون إيفادهم وعائلاتهم (العاجزة مادياً عن توفير محاميي دفاع) بالتهم الملّفقة لهم ودون توجيه لائحة اتهام لأي منهم، ودون تحويلهم إلى أي محكمة والتي جاءت متأخره للبعض، والبعض الآخر لم يتلقى لوائح الاتهام حتى هذه اللحظة، وتستحضر الجلاد: البعض لم يكونوا متواجدين في أي من الإعتصامات ولديهم شهود عيان على ذلك.. وتضيف سأوافيكم بتقارير مفصلة لكل واحد من المعتقلين اللذين استكملنا بياناتهم حتى هذه اللحظة.



شباب كادح وفقير ويتيم.. عذابهم مستمر:-

وبعد صمت وحيرة واستغراب تتابع الجلاد: ما أريد الإشارة إليه وبشكل رئيسي أن هؤلاء المظلومين ومعظمهم حين تمّ اعتقاله كان دون سن العشرين ينتمون لعائلات كادحة وفقيرة جداً ومنهم المريض ومنهم اليتيم.. وما يلوّع الكبد ما تعرضوا له لأنواع التعذيب الجسدي والنفسي والتهديدات الابتزازية، مذكرين باقتحام قوات الدرك والأمن لبيوتهم وبيوت أقاربهم والمرافق العامة لاعتقالهم وزجهم في نظارات الشرطة ليقبعوا في زنازينها الضيقة مكبّلين بالسلاسل لبضعة أيام قبل ترحيلهم للمعتقلات البعيدة مع دوريات واصلت ضربهم بشكل مبرح ولم يعلم بهم حينها احد، لافتة أنهم ما زالوا يتعرضون لوصلات ضرب واهانة وتعذيب من حين لآخر مع تكرار نقلهم من سجن إلى سجن زيادة في عذابهم ولمنعهم من الادراك الحسي والمكاني بالإضافة لتكبيل أيديهم وأرجلهم بقيود داخل زنازين انفرادية عقاباً لهم لأتفه الأسباب، واحيانا بسبب تقلّب مزاجي لضباط ومسئولي السجون ..



المظطهدون يعالجون بالسموم الأدمانية ليغيبوا عن براءتهم:-

وتؤكد الجلاد أن الفاجعة كانت عندما أقرّ جميع الموقوفين اللذين تم أخذ وكالاتهم بأن دوائر السجون التي تنقلوا بينها تقوم بتوزيع مجموعة من الحبوب المخدّرة عليهم يومياً - صباحاً وعصراً - وأن هذه الحبوب بالإضافة إلى أنها تشعرهم بخمول وخبل طوال النهار وأرق طوال الليل إلا أنها أيضاً تزعجهم كونها تشلّ مفاصلهم وتجعل بعضهم غير قادر على الوقوف على أرجله لاستعمال دورة المياه، وبينت الجلاد أن بعض أفراد أسر المعتقلين وافوها بهذه المعلومة سابقاً، وتقول: ازداد ازدرائي وفجعي حينما استفسرت عن أسماء هذه الأنواع الأربع من الحبوب التي أصبح معظمهم مدمنين عليها ومن بين هذه الحبوب المخدرة (السيرايتير) ويعطى للكآبة، وهي إدمانية.. و(التيجرادال) وهو مهدأ لنوبات التشنج والصرع.. و(الكارباتول) ويعطى لأمراض العصبية.. و(الميسيدول) وهو مرخي عضلي قوي المفعول.. وذكرت الجلاد أن أحدهم رفض تناولها بتاتاً، وآخر امتنع عنها بعد تعاطيها لثلاثة أشهر.



أمهات ذلهن الفقر وحطمهن اعتقال أبنائهن:-

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير