سياسيون لجو24: استشعار القلق من ارتفاع اعداد اللاجئين ضرورة، والاردن ملزم بهذا الدور
جو 24 :
سلام الخطيب - تشير الارقام الرسمية التي اعلن عنها على مدار الشهر الماضي الى ارتفاع اعداد اللاجئين السوريين النازحين للاردن بنحو يتجاوز #الـ300 لاجئ يوميا، بعد ان كانت الاعداد خلال العام الماضي لا تتجاوز 30-50 لاجئ يوميا، وهو ما يثير التساؤلات حول اسباب فتح الحدود بهذا الشكل وخاصة بعد انعقاد مؤتمر لندن حتى وصل الامر لاستقبال 10 أضعاف العدد المعتاد.
سياسيون أكدوا لجو24 أن المناطق المتاخمة للحدود الاردنية السورية باتت تشهد مزيدا من القصف والتصعيد، ما تسبب بازدياد اعداد اللاجئين الداخلين إلى الاردن كنتيجة طبيعية، إلا أن اخرين أكدوا ضرورة التفات الدولة لهذه القضية واستشعار القلق من ارتفاع النازحين إلى المملكة.
العبادي: منع اللاجئين الشماليين من الدخول
الوزير والنائب الاسبق، الدكتور ممدوح العبادي، قال إن أي عدد يتم استقباله من اللاجئين السوريين يعتبر مقلقا بصرف النظر عن تزايده او تناقصه.
وأشار العبادي لجو24 أن الجنوب السوري يشهد حالة من الاستقرار والأمن، ولا توجد اي صدامات فيه منذ حوالي ستة اشهر سابقة بعد انتهاء معركة الشيخ مسكين، مبينا أنه لا يوجد اي مبرر لاستقبال اللاجئين هناك.
ولفت العبادي إلى أن المعلومات الشبه مؤكدة تدلل على ان أكثر اللاجئين القادمين إلى الجانب الاردني هم من شمال سوريا، مشددا على أن من واجب الاردن عدم استقبالهم كون الخيارات امام اللاجئين في الشمال السوري متاحة لدول عديدة غير الاردن.
وبين أنه لا يجوز استقبال المزيد من اللاجئين في الاردن كونه وصل الى حالة فوق الاشباع، لافتا إلى أن الاراضي الاردنية ادخلت اعدادا من اللاجئين الاردنيين تفوق اعدادهم في كل الدول الاوروبية مجتمعة.
وأشار العبادي إلى أن رفض الدول الاوروبية عدم ادخال اللاجئين اليها لا يعني ان يفتح الاردن ابوابه لهم، مضيفا ان دول اوروبا باتت تستخدم وسائل شتى لمنع دخول اللاجئين.
وشدد العبادي على ضرورة وجود نظرة جادة بعدم قبول اي لاجئ جديد ايا كان، لافتا إلى أن دول لبنان وتركيا والعراق واوروبا جميعها ملزمة باستقبال اللاجئين السوريين.
المناصير: المملكة تحترم الاتفاقيات
ومن جانب آخر، قال رئيس لجنة الخارجية النيابية، النائب بسام المناصير، إن العودة لاستقبال اعداد كبيرة من اللاجئين السوريين لا يرتبط بمؤتمر لندن بقدر ارتباطه بالظروف التي يشهدها الجانب الاردني السوري.
وأضاف المناصير لجو24 ان الحدود الاردنية السورية شهدت خلال اليومين الماضيين قصفا عنيفا للمناطق المتاخمة للاردن، لافتا إلى أن ذلك يعتبر تصعيدا مقصودا خاصة بعد التقارب الاردني السعودي.
ولفت المناصير إلى أن الاردن لا يتلقى اي تعليمات من مؤمر لندن ولا من الاتحاد الاوروبي ككل، مشددا على انه يراعي الامن القومي والقرار السيادي فقط.
وبين أن مشكلة اللاجين العالقين على الحدود قديمة حديثة، والاردن مرتبط باتفاقيات دولية ويحترم جميع الاتفاقيات التي تتيح للدول التي تعاني من ظروف واحداث غير عادية باستقبال النازحين من جانب البعد الانساني.
وشدد المناصير على أن الاردن يئن منذ سنوات تحت ضغط اللجوء السوري، مبينا أن النزيف في الجرح الارني مستمر في هذا الاتجاه.
الدويري: الاردن ملزم بهذا الدور
وفي ذات السياق، قال الخبير والمحلل العسكري والاستراتيجي فايز الدويري، إن ارتفاع اعداد اللاجئين القادمين إلى الاردن مرتبط بارتفاع وتيرة العمليات القتالية داخل سوريا اضافة إلى استهداف المناطق الآمنة فيها.
وأشار الدويري لجو24 أن استهداف الواقع الميداني السوري تسبب بنزوح الاف اللاجئين إلى الاردن، خاصة في ظل اغلاق الحدود التركية في وجههم.
وبين ان اختيار اللاجئين للاردن جاء من دوافع ذاتية وغيرها، مبينا أن معظم القادمين ليسوا من مناطق خاضعة لسيطرة داعش، ما يعني ايجاد التسهيلات لادخالهم للاردن.
وشدد على أن الاردن ملزم بالتعامل مع اللاجئين من منظور انساني بعيدا عن اي منظور اخر، مبينا أن دول الجوار كلبنان اغلقت حدودها امام الاجئين، كما أن العراق يشهد احتداما في العمليات القتالية، وبالتالي كان الاردن الاخير الأكثر أمنا لاولئك اللاجئين.
وأضاف الدويري إلى أن الاردن ومن منظور العروبة والقومية والاسلامية، فهو ملزم بتحمل العبء التاريخي، وبموجب نظام الحكم الذي يحمل الشرعية الدينية والتاريخية فإن الاردن لا بد له من أن يدفع ثمن هذه الشرعية.
وكانت مصادر رسمية أكدت في تصريحات صحفية نية الحكومة استقبال المزيد من اللاجئين السوريين العالقين على الحدود الاردنية السورية والتي تقدر اعدادهم بحسب الاحصاءات الرسمية بنحو أكثر من 60 ألف لاجئ.