المتزلفون الجدد

جو 24 : طغت احاديث السياسة على مناسبة العيد، فقلما تتجه إلى مجموعة بقصد التهنئة والتواصل حتى يطغى الموضوع السياسي على الجلسة، واللافت أن الناس متابعون جيدا لمواقف الكثير من الشخصيات والمترشحين للانتخابات، ولم تخلُ هذه المناسبات من نقد لاذع لعدد من المترشحين الذين يستغلون كل مناسبة لترويج انفسهم على اعتبار أنهم موالون للنظام وكأن الآخرين غير موالين للنظام والدولة.

ووصل التزلف عند البعض حد كيّل المديح لكل ما هو رسمي، والسبب هو قناعة هذه الفئة الانتهازية بأن الانتخابات لن تكون نزيهة وأن فرص كل واحد منهم ترتفع كلما أفصح أكثر عن ولائه المطلق للرسميين، ويبدو أن هذه الفئة لم تفهم بعد المزاج العام الذي سيحدد في نهاية المطاف السلوك الانتخابي للأردنيين، بعضهم تمادى في وصف الحراك بأنه فئوي وضعيف حتى يبعث برسالة للنظام يظهر فيها دفاعه المستميت عن السياسات العامة، ففجأة يخرج علينا احدهم بالقول أن الحكمة التي ميزت اداء المؤسسات هي من منع تحول الربيع الاردني الى عنف، وربما نسي هذا الشخص وغيره من الذين ناصبوا الرسميين العداء سنوات (والذين كانوا مصدر المواد الاعلامية الناقدة للدولة وممارساتها في الاعلام الاجنبي) أن اصطيادهم في المياة العكرة يفضحهم أكثر من أي شيء آخر، فسلمية الحراك هو قرار اردني مجتمعي ولم تلجأ أي جماعة الى العنف بالرغم من محاولات الاستفزاز المستمرة، ويسجل أيضا للاجهزة عدم استخدامها العنف لقمع المتظاهرين- إلا في نطاق ضيق جدا- وهذا أمر لا ينكره احد.

في العيد تعجب البعض من هؤلاء المترشحين الذين كانوا يتفاخرون ويتبجحون في اطلاق النكت اللاذعة التي تنتقد الدولة ومؤسساتها، فكيف لهؤلاء ان يتغيروا بين ليلة وضحاها، فهؤلاء لم يشتركوا في أي حراك بالرغم من تبجحهم وبخاصة في الاعلام الغربي بأنهم نشطاء، نعرف أن نزاهة الانتخابات هي معيار مصداقية الدولة ولا يجوز اللعب بها وبالتالي يستهجن الاردنيون في العيد محاولات البعض وانتهازيتهم للتقرب من الدولة حتى تساعدهم بالانتخابات.