توتر في البترا..؟!
جو 24 :
عاش لواء البترا ليلة (الجمعة-السبت) أجواء من التوتر اثر اشتباك قوات الدرك مع الأهالي وقيام مجهولين بحرق محل لأحد أقارب تجار البيع الآجل، لتفرض الأجهزة الأمنية صباح السبت طوقا حول المدينة وتمنع السياح من الوصول إلى المدينة الأثرية عبر الطريق المعتاد.
لا يمكن لمنصف أو عاقل تحميل الأهل في البترا مسؤولية الأحداث التي تشهدها مدينة وادي موسى واللواء بشكل عام، فقد حافظوا طوال عام كامل من الاحتجاج على مسار سلميّ لم يخرجوا عنه إلا مرة واحدة نتيجة سوء تعامل متصرف اللواء واعتماده الحلّ الأمني لوقف مظاهر الاحتجاج السلمي.
استجابة الحكومة لتلك الاحتجاجات السلمية كانت في حدّها الأدنى رغم العديد من التحذيرات التي أطلقها الأهالي والمراقبون لأوضاع مدينة على وشك الانفجار نتيجة سلب نحو "75 مليون دينار" من جيوب أبنائها وتركهم يواجهون قدرهم المحتوم.
بالتأكيد لا نؤيد مظاهر العنف في الاحتجاج، لكنّ الأصل والواجب على الجميع أن يبحثوا في أسباب أي عنف قد يحدث؛ وفي حالة البترا تتحمل الحكومة مسؤولية ما جرى ويجري فهي المقصّرة بتلبية مطالب الأهالي المتمثلة باعادة حقوقهم المسلوبة ومحاسبة المتسببين الحقيقيين للأزمة.
الواجب على الدولة بمؤسساتها أن تحاسب عمالها ممن يفترض أنهم أوقفوا ذلك النشاط الاقتصادي المشبوه قبل أن تبحث عن "المجهولين" الذين فرضوا حالة العنف الأخير، كما أنها مطالبة بإعادة كلّ قرش سُرق من جيوب أهلنا في الجنوب..