ماذا بعد الرصاص ؟!
إطلاق النار على نشطاء الحراك الشعبي -في سابقة خطيرة- نقل المشهد السياسي الأردني إلى منعطف بالغ الخطورة، حيث لا يملك أي كان تحمل نتائج المضي في ذات السياسات التي أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه.
جماعات "الولاء والانتماء" أو "البلطجية" كما اتفق على تسميتهم، عكسوا فداحة المغامرة بالوطن التي خاضها المركز الأمني- السياسي عبر دفع عدد من المنتفعين لمناوءة الحراك الشعبي، حيث انخرط أرباب السوابق في هذه الجماعات التي أعلنت -عبر سلوكها- أنها خرجت تماما عن السيطرة.
في البداية حاولت حكومة الظل الايحاء بوجود رأي آخر مناوئ للمطالب الشعبية المتعلقة بالإصلاح، بيد أن صنع مجموعات "الولاء والانتماء" لتحقيق هذا الهدف، أفضى إلى رصاصة استقرت في كبد الناشط أسيد العبيديين، فإلى أين يريد المغامرون قيادة هذا البلد عبر التحريض المستمر ضد النشطاء المطالبين بالإصلاح السياسي والاقتصادي ؟
ومن حق البعض أن يتساءل: هل وصل الأمر إلى ما هو أبعد من الاعتقال السياسي، لتتولى مجموعات البلطجية مهمة إطلاق النار على النشطاء في الشوارع ؟! وكيف لا يتحمل مدير الأمن العام مسؤولية هذه الحادثة، والعديد من الحوادث الأخرى التي لا يتسع المجال لذكرها ؟!!
