jo24_banner
jo24_banner

انسحاب غير تكتيكي

انسحاب غير تكتيكي
جو 24 : عدد من الأحزاب القومية واليسارية بدأت بتغيير مواقفها والانسحاب من الشارع تمهيدا لمشاركتها في الانتخابات النيابية المقبلة، ما انعكس سلبا على الحراك الشعبي الذي يحاول البعض تصويره على أنه مشروع خاص بالحركة الاسلامية، وذلك رغم وجود عشرات الحراكات التي لا ترتبط تنظيميا بأية جهة سياسية.

وبعيدا عن الموقف من الاسلاميين، فإن انسحاب البعض من الشارع هو ما يمهد لترك الساحة فارغة من أية قوة منظمة باستثناء الحركة الاسلامية، خاصة بعد أن قررت بعض القوى الدخول في اللعبة السياسية وفقا لقواعد السلطة وشروطها، التي تختزل دور المعارضة في صيغة صورية لإضفاء "شرعية الشراكة" على برلمان لا يمكن اعتباره سوى امتداد لهذه السلطة.

أن تعارض قانون الصوت المجزوء، وتقبل في ذات الوقت بخوض الانتخابات النيابية استنادا إليه، لا يجردك من كافة أدوات الضغط فحسب، بل يجعل مشروع المعارضة السياسية عرضة لفقدان مصداقيته لدى الرأي العام، خاصة وأن خطاب المعارضة مازال نخبويا حتى اليوم، ولم يتمكن من الوصول إلى المواطن البسيط الرازح تحت وطأة الأعباء المعيشية.

ورغم اختزال المشروع الوطني إلى مقعد نيابي يحاول البعض بلوغه في ظل مقاطعة الاسلاميين للانتخابات، مازالت بعض القوى تهاجم الحركة الاسلامية وتتهمها بمحاولة احتكار الشارع.. في ظل انسحاب القوى "الأيديولوجية" وإصرارها على تهميش الحراكات الشبابية والشعبية غير المنظمة، والتي بدأت ببلورة مشروعها بعيدا عن الخطابات التقليدية البعيدة عن نبض الشارع وهمومه.

في ظل هذا الوضع، فإن الحراكات الشعبية لا تملك إلا توحيد جهودها والارتقاء بمستويات التنسيق فيما بينها، للدفع باتجاه خلق رأي شعبي ضاغط، يحمل صناع القرار على الاستجابة لمطالب الإصلاح، وإلا فإن الطريق للخروج من الأزمة سيكون محفوفا بخيبات الأمل.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير