عملية البقعة..
جو 24 :
انقضى اليوم الأول من شهر رمضان المبارك حاملا معه أرواح 5 شهداء وضعوا دمهم على كفّهم فداء للوطن وأمنه، حتى انطلقت الرصاصات الغادرة من سلاح "مواطن أردني" لتسفك دماءهم وهم على رأس عملهم في مبنى مخابرات البقعة.
لا شكّ أن دم أي انسان على وجه الأرض هو حرام، ودماء الأردنيين هي الأغلى، خاصة إن كان يرتدي بزّته العسكرية ذات الدلالة والرمزية؛ فالتعرض لأي رجل أمن بزيّه العسكري هو اعتداء على أمن الوطن وكرامة أهله وناسه.. وهو مرفوض مهما كانت المبررات ومهما كانت الذرائع..
قدسية منتسبي الأجهزة الأمنية وحرمة الاعتداء عليهم لا تعني أنهم معصومون عن الخطأ، لكن مهما بلغت جسامة الخطأ فلا يقبل أي أردني أن يتعرضوا ليس للايذاء فقط، بل حتى إلى "نظرة جارحة".. فالقنوات والجهات الرسمية والقانونية متاحة لكل الملاحظات على أداء أي فرد في الأجهزة الأمنية.
الأردنيون صبروا كثيرا وعضّوا على الجراح طويلا لا خوفا ولا طمعا ولا لشيء إلا حماية للمكتسب الأخير الذي يتمتعون به، وهو الأمن.. وهذا بالنسبة لهم خطّ أحمر لا يسمحون ولا يتهاونون في حفظه والدفاع عنه مهما بلغت الكلف المترتبة.. وحتى لو اضطر أبناء الشعب جميعهم لارتداء الزي العسكري.