انا من ال 48
ربا زيدان
جو 24 : أنا فلسطينية من صفد ،من الناصرة ، من حيفا، من يافا ، من عكا، من بيسان ، من القدس الغربية ، ومن كل مكان، وهذا يعني أنني ومنذ أيام بت اسرائيلية، نعم ، اسرائيلية ! فوفقا لمحمود عباس، والذي ائتمنه الفلسطينيون ليحمل راية التحرير من خلف أبو عمار، سلم بأن حدود بلادي لا تتعدى حدود ال 67، الأمر الذي جعلني بين ليلة وضحاهاـ أستفيق لاجد أن فلسطينيتي باتت هوية اسرائيلية!
تصريح عباس الأخير، والذي استفز فلسطيني الداخل و فلسطيني الشتات، يعني أن حيفا و يافا و القدس و الناصرة و عسقلان وبئر السبع واللد وصفد - التي تنازل عنها الرئيس بكل صفاقة- وغيرها الكثير من المدن والقرى الفلسطينية، باتت و باعترافه أراض يهودية بامتياز. عباس، والذي صرح مؤخرا للتلفزيون الاسرائيلي أنّ فلسطين تتمثّل فقط في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة فقط، وغير ذلك من أراض هي وبشكل نهائي لاسرائيل ، لم يخجل من أن يعقب قائلا أنه سيذهب الى صفد، مسقط رأسه زائرا لا مواطنا.
محمود عباس والذي قرر أن يلقي بهذه القنبلة، لم يلق بالا للاجيال التي تولد خارج الوطن وتحلم كل يوم بالعودة الى بيوت أجداداها واستعادة أملاكها التي سلبت دون حق. وتنازل مجانا عن حق أكثر من ستة ملايين فلسطيني يعيشون في الخارج بالعودة إلى ديارهم، ، رمى بحق الفلسطينيين بالعودة عرض الحائط، وأبدى للحكومة الاسرائيلية المقبلة نيته الأكيدة في التخلي عن حجر الأساس الذي تقوم عليه جميع المطالبات الفلسطينية.وعباس، والذي لم يخجل أن يتعهد بأنه لن يسمح طالما بقي في السلطة أن تكون هناك انتفاضة مسلحة ثالثة ضد إسرائيل، يلمح الى أنه سيقمع وبالقوة أية مقاومة من الجانب الفلسطيني ، وهو بطبيعة الحال يتكلم فقط عن نفسه، فأسود الوطن المحتل وأشباله لن يستأذونه قبل أن يثوروا مجددا على ما يحدث من تنازلات عظيمة من طرفه ، واستهتار كبير بمشاعر الفلسطينيين في كل مكان.
وان حاولت بطانة الرئيس الفلسطيني تبرير ما تقيئه مؤخرا، فلن تجدي محاولاتها العبثية في التخفيف من ذلك. فمن غير المقبول أن يعتبر ما قاله عباس في حوار رسمي ضربا من الخطأ أو مجرد زلة لسان، ومن غير المقبول أيضا أن يصل أحدهم الى مثل هذا الموقع في القيادة الفلسطينية وهو يتنصل من جميع واجباته كحام للهوية وداعم للثورة.
والمحزن حقا في الأمر أن نتنياهو لم يأخذ هذه التصريحات الرخيصة على محمل الجد. فهو مازال يتحدث عن تباطؤ في العملية التفاوضية من الجانب الفلسطيني ، ومازال يطالب وبكل وقاحة أن يتم تأمين الحماية للاسرائيلين قبل الشروع في أي محادثات جدية. ان هذه الروح الانهزامية التي تسكن محمود عباس وأتباعه لن تصل به الى أي مكان، فحتى مغازلته للحكومة الاسرائيلية الجديدة لم تجلب عليه إلا الاستنكار والتحقير. والأغرب من هذا، أن عباسا يعرض على نتنياهو ما تبقى بين أيدينا من أراضي، وهي لا تتجاوز 22% من المساحة الكلية لفلسطين، ناسيا أو متناسيا أنها أرضنا قبل أن كون أرضه ، وحكر على الفلسطينيين دون غيرهم، بينما يتمسك الإسرائيليون بكل شبر من فلسطين ، ويبنون مستوطناتهم و يتوسعون بصورة يومية في هذه ال 22% والتي مازالوا يتعاملون معها على أرض الواقع وكأنها جزء لا يتجزأ من دولتهم المزعومة ، رغم أنها ليست ملكهم ، فيا للمفارقة القاتلة!
ان كان محمود عباس قد سئم وتعب من الصراع اليومي الذي يعيشه كل يوم، فالأولى به أن يتنحى ويترك مكانه لمن يستحقه، وان كان محمود عباس قد وصل الثمانين و لم تعد قواه الجسدية والنفسية تمكنه من الصمود في وجه المحاولات الاستيطانية المتواصلة والمحاولات الدبلوماسية الفاشلة، فليكن شجاعا وليعلن فشله، أما أن يخرج علينا بمثل هذه التصريحات المأساوية فهذا ملا يقبل عقل ولاقلب.
ان أراد محمود عباس التخلي عن صفد، وعن حقه في العودة اليها، وان لم يخجل من الاعتراف بعدم دعمه لأي حركة ثورية ترفض اغتصاب الأراضي التي يعتبر نفسه مدافعا عنها، فهو دون شك، يمثل نفسه فقط. ففلسطينيو ال 48، وان حملو الهويات الاسرائيلية مازالوا جزء لا يتجزأ من الوطن الفلسطيني الكبير، ولبنة أساسية من الهوية الشعبية التي لن تمحيها تصريحات عبثية جاءت من شخص يعتبر أن الذكاء السياسي يقتضي التنازل عن الثوابت التي قامت من أجلها القضية. فرغم الأثمان التي يدفعها الفلسطينيون منذ الاحتلال إلا أنهم على يقين من أن إسرائيل إلى زوال، ولو طال الأمر، فالقدس ، والتي اختلت أكثر من عشرين مرة حتى الآن، لن تبقي على سجانها وستلفظه كما لفظت جميع من جاؤا بالأمس حاملي الدم والدمار.
ان أراد عباس التنازل عن حق العودة الى بلدته الأم ، فهذا شأنه، لكني أجزم بأنني أكاد أسمع صفد وهي تلعنه من بعيد!!
تصريح عباس الأخير، والذي استفز فلسطيني الداخل و فلسطيني الشتات، يعني أن حيفا و يافا و القدس و الناصرة و عسقلان وبئر السبع واللد وصفد - التي تنازل عنها الرئيس بكل صفاقة- وغيرها الكثير من المدن والقرى الفلسطينية، باتت و باعترافه أراض يهودية بامتياز. عباس، والذي صرح مؤخرا للتلفزيون الاسرائيلي أنّ فلسطين تتمثّل فقط في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة فقط، وغير ذلك من أراض هي وبشكل نهائي لاسرائيل ، لم يخجل من أن يعقب قائلا أنه سيذهب الى صفد، مسقط رأسه زائرا لا مواطنا.
محمود عباس والذي قرر أن يلقي بهذه القنبلة، لم يلق بالا للاجيال التي تولد خارج الوطن وتحلم كل يوم بالعودة الى بيوت أجداداها واستعادة أملاكها التي سلبت دون حق. وتنازل مجانا عن حق أكثر من ستة ملايين فلسطيني يعيشون في الخارج بالعودة إلى ديارهم، ، رمى بحق الفلسطينيين بالعودة عرض الحائط، وأبدى للحكومة الاسرائيلية المقبلة نيته الأكيدة في التخلي عن حجر الأساس الذي تقوم عليه جميع المطالبات الفلسطينية.وعباس، والذي لم يخجل أن يتعهد بأنه لن يسمح طالما بقي في السلطة أن تكون هناك انتفاضة مسلحة ثالثة ضد إسرائيل، يلمح الى أنه سيقمع وبالقوة أية مقاومة من الجانب الفلسطيني ، وهو بطبيعة الحال يتكلم فقط عن نفسه، فأسود الوطن المحتل وأشباله لن يستأذونه قبل أن يثوروا مجددا على ما يحدث من تنازلات عظيمة من طرفه ، واستهتار كبير بمشاعر الفلسطينيين في كل مكان.
وان حاولت بطانة الرئيس الفلسطيني تبرير ما تقيئه مؤخرا، فلن تجدي محاولاتها العبثية في التخفيف من ذلك. فمن غير المقبول أن يعتبر ما قاله عباس في حوار رسمي ضربا من الخطأ أو مجرد زلة لسان، ومن غير المقبول أيضا أن يصل أحدهم الى مثل هذا الموقع في القيادة الفلسطينية وهو يتنصل من جميع واجباته كحام للهوية وداعم للثورة.
والمحزن حقا في الأمر أن نتنياهو لم يأخذ هذه التصريحات الرخيصة على محمل الجد. فهو مازال يتحدث عن تباطؤ في العملية التفاوضية من الجانب الفلسطيني ، ومازال يطالب وبكل وقاحة أن يتم تأمين الحماية للاسرائيلين قبل الشروع في أي محادثات جدية. ان هذه الروح الانهزامية التي تسكن محمود عباس وأتباعه لن تصل به الى أي مكان، فحتى مغازلته للحكومة الاسرائيلية الجديدة لم تجلب عليه إلا الاستنكار والتحقير. والأغرب من هذا، أن عباسا يعرض على نتنياهو ما تبقى بين أيدينا من أراضي، وهي لا تتجاوز 22% من المساحة الكلية لفلسطين، ناسيا أو متناسيا أنها أرضنا قبل أن كون أرضه ، وحكر على الفلسطينيين دون غيرهم، بينما يتمسك الإسرائيليون بكل شبر من فلسطين ، ويبنون مستوطناتهم و يتوسعون بصورة يومية في هذه ال 22% والتي مازالوا يتعاملون معها على أرض الواقع وكأنها جزء لا يتجزأ من دولتهم المزعومة ، رغم أنها ليست ملكهم ، فيا للمفارقة القاتلة!
ان كان محمود عباس قد سئم وتعب من الصراع اليومي الذي يعيشه كل يوم، فالأولى به أن يتنحى ويترك مكانه لمن يستحقه، وان كان محمود عباس قد وصل الثمانين و لم تعد قواه الجسدية والنفسية تمكنه من الصمود في وجه المحاولات الاستيطانية المتواصلة والمحاولات الدبلوماسية الفاشلة، فليكن شجاعا وليعلن فشله، أما أن يخرج علينا بمثل هذه التصريحات المأساوية فهذا ملا يقبل عقل ولاقلب.
ان أراد محمود عباس التخلي عن صفد، وعن حقه في العودة اليها، وان لم يخجل من الاعتراف بعدم دعمه لأي حركة ثورية ترفض اغتصاب الأراضي التي يعتبر نفسه مدافعا عنها، فهو دون شك، يمثل نفسه فقط. ففلسطينيو ال 48، وان حملو الهويات الاسرائيلية مازالوا جزء لا يتجزأ من الوطن الفلسطيني الكبير، ولبنة أساسية من الهوية الشعبية التي لن تمحيها تصريحات عبثية جاءت من شخص يعتبر أن الذكاء السياسي يقتضي التنازل عن الثوابت التي قامت من أجلها القضية. فرغم الأثمان التي يدفعها الفلسطينيون منذ الاحتلال إلا أنهم على يقين من أن إسرائيل إلى زوال، ولو طال الأمر، فالقدس ، والتي اختلت أكثر من عشرين مرة حتى الآن، لن تبقي على سجانها وستلفظه كما لفظت جميع من جاؤا بالأمس حاملي الدم والدمار.
ان أراد عباس التنازل عن حق العودة الى بلدته الأم ، فهذا شأنه، لكني أجزم بأنني أكاد أسمع صفد وهي تلعنه من بعيد!!