العنف الاجتماعي
تسعة أرواح أزهقت خلال أربعة أيّام من شهر الصوم الفضيل. مشاجرات مسلّحة تندلع لأبسط الأسباب. أمهات ثكلى يخسرن فلذات أكبادهن في لحظات يهيمن فيها الغضب على المنطق والتفكير السويّ.
لماذا؟ سؤال يفرض نفسه بقوّة على هذا المشهد الدمويّ. الأردن، أرض التآخي والتسامح والحضارات العظيمة، يعاني حالة عنف لا تمتّ بصلة لقيمنا وعاداتنا. ما الذي أوصلنا إلى هذا العبث القاتل؟!
لا يخفى على أحد تدهور الأوضاع الاقتصاديّة وتفاقم المشاكل الاجتماعيّة التي يصرّ صنّاع القرار على تجاهلها، أو لنقل التعامل معها بأسلوب دفن الرأس في الرمال!! العيش المحض في هذا البلد أو مجرّد البقاء على قيد الحياة والقدرة على تسديد الفواتير بات يحتاج إلى جهود لا نبالغ بوصفها بالجبّارة.. والنتيجة هذا الاحتقان الغاضب واحتمال الانفجار لأيّ سبب مهما كان بسيطاً.
على عكس ما يحدث في دول الجوار، نجا الأردن من الثورات والحروب الأهليّة بفضل الله وحمده. ولكن ما نشهده من حالة عنف دمويّة يعكس المسار الذي قد يجد المجتمع نفسه مرغما على المضيّ فيه، فهو النتيجة الطبيعيّة للأوضاع الراهنة.
ليس من الضرورة أن تندلع ثورة لتعمّ الفوضى في أيّة بلد، فتفاقم الجرائم وتفشّي العنف قد يكون لها أيضاً نتائجها الكارثيّة.
حمى الله الأردن وشعبه من أيّ تطوّرات قد لا يحمد عقباها، ونأمل أن يتنبّه صنّاع القرار إلى نتائج قراراتهم الاقتصاديّة على وجه الخصوص، وليتلطّف كلّ مسؤول بهذا الشعب الذي أوصلته نزوات الساسة إلى حافّة الهاوية.
