عزلة سياسية في علاقات الأردن الخارجية
ماهر أبو طير
جو 24 : لافت للانتباه جدا أن العلاقات بين الأردن وأغلب الدول العربية تمر ببرود غريب، ولا يعرف أحد على وجه الحصر والتحديد، لماذا تعقدت علاقاتنا الخارجية بهذا الشكل وفي توقيت واحد تقريبا؟!.
علاقاتنا مع مصر متوترة على خلفيات سياسية واقتصادية، و مع السوريين حذر شديد وشكوك وغياب للاتصالات أيضا، ومع العراق جفوة وبرود وغياب للخط الساخن وللتنسيق، و مع اللبنانيين علاقة عادية جدا، وكأنها غير موجودة.
مع السلطة الوطنية الفلسطينية الحد الادنى والشكوك تجاه السلطة تبدو في ذروتها خصوصا بعد تصريحات عباس، فيما جماعة غزة تنحصر العلاقة معهم بالإنساني، وببعض المجاملات السياسية في وجه هذا القيادي أو ذاك.
من هناك نذهب إلى العلاقات مع دول الخليج، والعلاقات فاترة وباردة مهما قيل فيها، ولا اتصالات ولا زيارات، والدعم الخليجي، لم يأتِ ماليا إلا من الكويت، فيما يتضح البرود في علاقاتنا مع بقية دول الخليج العربي، وهو برود تأسس على الموقف من انضمام الأردن الى مجلس التعاون الخليجي، وما تلى ذلك من انجماد واضح في الاجواء.
إذا تركنا كل هذا فأن علاقاتنا مع دول ما بعد الربيع العربي مثل تونس واليمن وليبيا، نجدها تعاني من ذات المشكلة، فلا الاردن يسعى لتعميد العلاقات مع الانظمة الجديدة، ولاهذه الانظمة تملك القدرة على التلفت لدول عربية،ومشغولة بهمومها الداخلية.
مما يؤسف له ان يجد الأردن ذاته على صعيد السياسة الخارجية وحيداً إلى حد كبير، والقصة ليست قصة عواطف، بل واقع نعاني منه حاليا، والمثير أن البرود حالة ممتدة على نماذج متناقضة، فأسباب البرود مع السوريين تختلف عن اسباب البرود مع المصريين،وفي الحالتين فأن اسباب البرود تختلف عن دول مجلس التعاون الخليجي،والمشترك بين الجميع انهم يأخذون منا موقفا.
هذه مفارقة ان نجمع كل أطواق العزلة معاً في حالات متناقضة وفي توقيت واحد، وهذا يقول انه ليس من المعقول ان يكون الخطأ في كل هذه الدول خصوصا مع تباين سياساتها، وتناقضها احيانا.
القضية تتعلق بالسؤال حول مع من نتحالف هذه الايام، وعلى اي معسكر نحسب انفسنا، لان الدول وسط مناخ التغيرات الاقليمي والدولي بحاجة الى سلسلة داعمة على مستوى العواصم، اما البقاء فرادى ووحيدين، بهذه الطريقة، فهذا يقول ان فواتير الخسائر مقبلة اكثر على الطريق، وسط لا مبالاة، ولا مساعي لكسر هذا الانجماد.
ملف السياسة الخارجية بحاجة الى مراجعة، لان الانجماد والبرود ينبئ بما هو اخطر، خصوصا، اننا نعاني من علاقاتنا مع كل دول الجوار، ومع كل دول العمق السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
اسوأ مافي المشهد ان نخسرعلاقات تاريخية ونتركها لتضعف وتغيب تحت وطأة عوامل عديدة، وهذا يقول ان تكسير هذه الاطواق بحاجة الى عمل سياسي كبير، وان البقاء اسرى للحظة وللواقع،امر يقودنا الى العزلة، لنصبح جزيرة وسط بحر كبير.(الدستور)
علاقاتنا مع مصر متوترة على خلفيات سياسية واقتصادية، و مع السوريين حذر شديد وشكوك وغياب للاتصالات أيضا، ومع العراق جفوة وبرود وغياب للخط الساخن وللتنسيق، و مع اللبنانيين علاقة عادية جدا، وكأنها غير موجودة.
مع السلطة الوطنية الفلسطينية الحد الادنى والشكوك تجاه السلطة تبدو في ذروتها خصوصا بعد تصريحات عباس، فيما جماعة غزة تنحصر العلاقة معهم بالإنساني، وببعض المجاملات السياسية في وجه هذا القيادي أو ذاك.
من هناك نذهب إلى العلاقات مع دول الخليج، والعلاقات فاترة وباردة مهما قيل فيها، ولا اتصالات ولا زيارات، والدعم الخليجي، لم يأتِ ماليا إلا من الكويت، فيما يتضح البرود في علاقاتنا مع بقية دول الخليج العربي، وهو برود تأسس على الموقف من انضمام الأردن الى مجلس التعاون الخليجي، وما تلى ذلك من انجماد واضح في الاجواء.
إذا تركنا كل هذا فأن علاقاتنا مع دول ما بعد الربيع العربي مثل تونس واليمن وليبيا، نجدها تعاني من ذات المشكلة، فلا الاردن يسعى لتعميد العلاقات مع الانظمة الجديدة، ولاهذه الانظمة تملك القدرة على التلفت لدول عربية،ومشغولة بهمومها الداخلية.
مما يؤسف له ان يجد الأردن ذاته على صعيد السياسة الخارجية وحيداً إلى حد كبير، والقصة ليست قصة عواطف، بل واقع نعاني منه حاليا، والمثير أن البرود حالة ممتدة على نماذج متناقضة، فأسباب البرود مع السوريين تختلف عن اسباب البرود مع المصريين،وفي الحالتين فأن اسباب البرود تختلف عن دول مجلس التعاون الخليجي،والمشترك بين الجميع انهم يأخذون منا موقفا.
هذه مفارقة ان نجمع كل أطواق العزلة معاً في حالات متناقضة وفي توقيت واحد، وهذا يقول انه ليس من المعقول ان يكون الخطأ في كل هذه الدول خصوصا مع تباين سياساتها، وتناقضها احيانا.
القضية تتعلق بالسؤال حول مع من نتحالف هذه الايام، وعلى اي معسكر نحسب انفسنا، لان الدول وسط مناخ التغيرات الاقليمي والدولي بحاجة الى سلسلة داعمة على مستوى العواصم، اما البقاء فرادى ووحيدين، بهذه الطريقة، فهذا يقول ان فواتير الخسائر مقبلة اكثر على الطريق، وسط لا مبالاة، ولا مساعي لكسر هذا الانجماد.
ملف السياسة الخارجية بحاجة الى مراجعة، لان الانجماد والبرود ينبئ بما هو اخطر، خصوصا، اننا نعاني من علاقاتنا مع كل دول الجوار، ومع كل دول العمق السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
اسوأ مافي المشهد ان نخسرعلاقات تاريخية ونتركها لتضعف وتغيب تحت وطأة عوامل عديدة، وهذا يقول ان تكسير هذه الاطواق بحاجة الى عمل سياسي كبير، وان البقاء اسرى للحظة وللواقع،امر يقودنا الى العزلة، لنصبح جزيرة وسط بحر كبير.(الدستور)