العرب بحاجة إلى ربيع اقتصادي
طاهر العدوان
جو 24 : ينشغل الاتحاد الاوروبي حتى رأسه بالأزمة المالية في اليونان وإسبانيا وتم تقديم مئات المليارات لإنقاذ البلدين من البطالة والركود ولا يزال الحبل على الجرار ، وهنا لا تجمع المانيا، الداعم الاكبر للبلدين ، علاقات جوار ولا روابط دم وتاريخ مشترك ، وعلى العكس يسجل التاريخ الاوروبي حتى ستين عاما خلت حروبا وانهارا من الدماء بين شعوبه ، لكن التاريخ يتقدم الى الامام ومعه تتغير الشعوب وتتبدل الثقافات وتتحول العداوات الى صداقات والسر الاعظم في ذلك هي المصالح التي لا تعرف جمودا ولا تؤمن في الحب والكراهية عند رسم السياسات .
من دواعي الحزن والأسى ان العرب كانوا تحت السلطة العثمانية وتحت الاستعمار ، وهما سلطتان أجنبيتان ، موحدين اكثر مما هم عليه منذ عهود الاستقلال وما هم عليه الان من انحدار نحو القسمة القابلة دوما للقسمة ، وكأنه لا تجمعهم وحدة تراب وتاريخ ولغة اين منها ما يجمع الأوروبيين ! . والسر أيضاً هو ان دول الاتحاد الاوروبي يحكمها فكر عملي وواقعي، حيث العمل من اجل المصالح المشتركة لشعوبها اهم من الاغاني والأهازيج التي تكرس التعصب الوطني والديني .
عندما وقع الربيع الاوروبي في نهاية القرن الثامن عشر لم تنهض الحضارة الاوروبية على مبادئ الثورة الفرنسية فحسب انما رافقها وبالتوازي ظهور الثورة الصناعية في بريطانيا ، ولم تحتكر بريطانيا او فرنسا او بلجيكا ابتكاراتها الصناعية لتنفرد بالثروة انما نقلت السكك الحديدية والمصانع والبنوك عبر الحدود لتنهض قارة بأكملها ومعها الولايات المتحدة .
الربيع العربي تؤيده وتدعمه الدول الخليجية النفطية سياسيا مثلما هو مؤيد من معظم الأنظمة والشعوب العربية لكن هذا الدعم لا قيمة له ان لم يقترن بربيع اقتصادي يضع مصالح جميع الشعوب في مقدمة اجندة القطاعين العام والخاص على مستوى المنطقة ، وإلا فان حصاد هذا الربيع سيقتصر على إسالة الدماء ونشر البطالة والفقر والبؤس .
النهضة الصناعية والاقتصادية العربية تقوم اذا ساهمت فيها جميع الدول من المحيط الى الخليج وفي ذلك مصلحة حقيقية لشعوبها بدون استثناء . و بدون السير نحو ربيع اقتصادي شامل فان الربيع السياسي سيتحول الى اعاصير مستمرة لن يسلم منها اي بلد . الربيع الاقتصادي هو الطريق الوحيد الى الأمن والاستقرار والرخاء للجميع ، وهو لن يكون لصالح شعب على حساب آخر كما يخشى البعض . فهناك دول قادرة على توفير رأس المال ، واخرى الأيدي العاملة والخبرات العلمية والادارية ، وثالثة الاسواق ، ورابعة المواد الخام وهكذا. فالوطن الكبير تتوفر فيه اساسيات خلق اقتصاد كبير ينافس الاقتصاديات الكبرى في العالم .
لا تصلح اوضاع الشعوب العربية بربيع سياسي فقط، هي بحاجة ايضا الى ربيع اقتصادي يعيد للامة الشعور المشترك بالأمن والأمان في لقمة العيش ، واهم من ذلك ان يأخذ العرب مكانهم بين شعوب العالم التي تأكل ما تنتج ، وتصنع وتصدر حتى يكون لها مكان محترم في العالم وتكون دولها قادرة على ان تبقى وتستمر بدون شراء خدمات أمنية من الدول الكبرى كما هو الحال الان ، اذ ان اي ازمة في العالم العربي ، كبرت ام صغرت ، باتت بحاجة الى استجداء الحلول من امريكا وأوروبا ومن مجلس الأمن وكأن العرب شعب هامشي قابع على جزيرة صغيرة وسط المحيط لاحول له ولا قوة ."الراي"
من دواعي الحزن والأسى ان العرب كانوا تحت السلطة العثمانية وتحت الاستعمار ، وهما سلطتان أجنبيتان ، موحدين اكثر مما هم عليه منذ عهود الاستقلال وما هم عليه الان من انحدار نحو القسمة القابلة دوما للقسمة ، وكأنه لا تجمعهم وحدة تراب وتاريخ ولغة اين منها ما يجمع الأوروبيين ! . والسر أيضاً هو ان دول الاتحاد الاوروبي يحكمها فكر عملي وواقعي، حيث العمل من اجل المصالح المشتركة لشعوبها اهم من الاغاني والأهازيج التي تكرس التعصب الوطني والديني .
عندما وقع الربيع الاوروبي في نهاية القرن الثامن عشر لم تنهض الحضارة الاوروبية على مبادئ الثورة الفرنسية فحسب انما رافقها وبالتوازي ظهور الثورة الصناعية في بريطانيا ، ولم تحتكر بريطانيا او فرنسا او بلجيكا ابتكاراتها الصناعية لتنفرد بالثروة انما نقلت السكك الحديدية والمصانع والبنوك عبر الحدود لتنهض قارة بأكملها ومعها الولايات المتحدة .
الربيع العربي تؤيده وتدعمه الدول الخليجية النفطية سياسيا مثلما هو مؤيد من معظم الأنظمة والشعوب العربية لكن هذا الدعم لا قيمة له ان لم يقترن بربيع اقتصادي يضع مصالح جميع الشعوب في مقدمة اجندة القطاعين العام والخاص على مستوى المنطقة ، وإلا فان حصاد هذا الربيع سيقتصر على إسالة الدماء ونشر البطالة والفقر والبؤس .
النهضة الصناعية والاقتصادية العربية تقوم اذا ساهمت فيها جميع الدول من المحيط الى الخليج وفي ذلك مصلحة حقيقية لشعوبها بدون استثناء . و بدون السير نحو ربيع اقتصادي شامل فان الربيع السياسي سيتحول الى اعاصير مستمرة لن يسلم منها اي بلد . الربيع الاقتصادي هو الطريق الوحيد الى الأمن والاستقرار والرخاء للجميع ، وهو لن يكون لصالح شعب على حساب آخر كما يخشى البعض . فهناك دول قادرة على توفير رأس المال ، واخرى الأيدي العاملة والخبرات العلمية والادارية ، وثالثة الاسواق ، ورابعة المواد الخام وهكذا. فالوطن الكبير تتوفر فيه اساسيات خلق اقتصاد كبير ينافس الاقتصاديات الكبرى في العالم .
لا تصلح اوضاع الشعوب العربية بربيع سياسي فقط، هي بحاجة ايضا الى ربيع اقتصادي يعيد للامة الشعور المشترك بالأمن والأمان في لقمة العيش ، واهم من ذلك ان يأخذ العرب مكانهم بين شعوب العالم التي تأكل ما تنتج ، وتصنع وتصدر حتى يكون لها مكان محترم في العالم وتكون دولها قادرة على ان تبقى وتستمر بدون شراء خدمات أمنية من الدول الكبرى كما هو الحال الان ، اذ ان اي ازمة في العالم العربي ، كبرت ام صغرت ، باتت بحاجة الى استجداء الحلول من امريكا وأوروبا ومن مجلس الأمن وكأن العرب شعب هامشي قابع على جزيرة صغيرة وسط المحيط لاحول له ولا قوة ."الراي"