اختتام فعاليات المنتدى الثقافي الثاني
تختتم مساء اليوم فعاليات المنتدى الثقافي الثاني، الذي جاء تحت عنوان «دور الفنون في التنمية الثقافية والإجتماعية: المشاركة والإبداع»، بعرض مسرحية «لسه بتحبني» لمسرح الحارة الفلسطيني، و»توازن» لمركز الفنون الأدائية، والذي نظمه المركز الوطني للثقافة والفنون التابع لمؤسسة الملك الحسين، والشبكة الاورومتوسطية الدولية للثقافة، في الفتره ما بين 4-6 من الشهر الجاري، وبالتعاون مع وزارة الثقافه، وتضمن أربع مسرحيات، وأحد عشر ورشة عمل، وأربع ندوات، وسوق ثقافي.
وكانت أمس تواصلت الفعاليات من اليوم الثاني للملتقى، بعقد الندوة الرابعة؛ بعنوان أهمية الفنون في التعليم وتنمية مهارات الإبداع، بإشراف الممهد أولي جليس، من المختبر الدولي للفنون من ميونخ من ألمانيا، الذي أكد في كلمته على أهمية مسألة مساعدة الشباب، وعدم التدخل في تفاصيل عملهم، وأن ما يمكن أن يقدم لهم هو دعمهم لتطوير ابداعم فقط، فهم الأساس، ويجب أن يشعروا بأنهم هم من يملكوا المشروع، حتى في تصريف امورهم اليومية والمعاشية، وهم أنفسهم مسؤولين عن ذلك، لذلك نجح المشروع مع هؤلاء الشباب والمراهقين، وجاء القياس في النجاح هو أثر هذا النجاح على نفوس هؤلاء.
من جهته أشار مهند نوافلة مدير قسم المسرح والبرامج الثقافية في المركز الوطني للثقافة، إلى التجربة الرائدة لمركز الثقافة والفنون، في مسألة التعامل مع الإبداع، وكيف تم إحداث متغيرات كبيرة لدى المشاركين، وطرح تجربة الطفلة روان الكفيفة، التي تم تاهيلها، للدرجة التي أنها وصلت للدراسة الجامعية، لا بل أنها أنشأت مؤسسة إسمها رنين، لتعليم الأطفال.
وبين خالد قطامش مدير عام الفرقة الشعبية الفلسطينية، التي تأسست في البيرة، بالقرب من رام الله، بأن مؤسسته دربت آلاف من الفلسطينيين، تراوحت أعمارهم من 20 إلى 50، واعتبر أن فرقته التي تحوي الآن مئة وعشرين عضوا، تسهم من خلال جهودها بتطوير الحياة الثقافية، وبين قطامش أن عشرات ممن تدربوا هم الان قياديين في المؤسسات الأخرى في فلسطين.
واعتبرت ماجا لامير جير الخطيب مساعدة مدرسة جامعية في سلوفينيا، ومتخصصة في علم الإنسان، إن أهم شيء في عملي هو الدمج الاجتماعي للمهاجرين العرب في سلوفينا من خلال المشاركة، والنشاطات التي قمنا بها، نحن ننشغل مع ثلاثمائة عربي في سلوفينيا، من صغار السن، في سياق دمج المهاجرين في المجتمعات الأوروبية، ومنوهةً إلى الإفادة من غنى الثقافة العربية، وإظهار ذلك مقابل النظرة السلبية الغربية للمجتمع العربي، كما ونوهت إلى أن الشرائح الاجتماعية الفقيرة عادة، يصعب عليها البحث عن الثقافة، بسبب انشغالها بتوفير معاشها، لذلك علينا أن نذهب نحن إليهم.
وقدمت د.ريم سعادة، مداخلة، تساءلت من خلالها لأصحاب هذه التجارب، حول اجرائهم لدراسات علمية، من جدوى هذه المشاريع.
وصاغ دانشو كوليف، ممثل وقائد الشباب في مسرح فير البلغاري، مسألة تعدد الثقافات، بأنها تعني تبادل للثقافات، مُتحدثا عن المشاريع، التي خاضها قبل ست سنوات في النروج، وكيفية عودته لمنظمته في بلغاريا بتقنيات جديدة، متعلقة باللعب بالنار أثناء العروض الاستعراضية.
الندوة الثانية في هذا اليوم، جاءت أكثر تخصصا بعنوان علاقة الفنون بالفضاءات والأماكن العامة والجمهور، بإشراف اليناباب، من مؤسسة فير للمسرح والفنون والثقافة في بلغاريا، وكان المتحدث الأول فيها د. أحمد راشد مدير المشاريع الثقافية في وزارة الثقافية، الذي تحدث عن تنوع الفضآت الثقافية في العاصمة والمحافظات، وحول قلة الجمهور أكد بأن مختلف الفعاليات تعاني من تلك الإشكالية، رادا المسؤولية إلى وسائل الإعلام في تحملها المسؤولية الكبرى عن غياب هذا الجمهور.
وأعقبه الممثل نيكولا زرينية، من مسرح الحارة، من بيت جالا، تحدث عن إمكانية تحويل أي مكان إلى فضاء مسرحي، ودعا زملائه من الفنانين الفلسطينيين إلى الوصول إلى الناس في أي مكان، وبين كيف أن مسرحه قدم مسرحية على شاحنة وصل فيها إلى قرى في محافظة بيت لحم.
من جانبه أكد فرانك ميشيلتي مصمم رقصات من تولون في فرنسا، على أهمية استغلال الأماكن العامة، إلى جانب القاعات المسرحية والفنية، مُبينا أن الاشتغال يجب أن يكون على المكان ولجمهور، والفن، حيث من خلال التحوير في صياغاتها يتم الحصول على صياغات جديدة، وبين أنه في فرنسا نطلق على المسرح العلبة السوداء، ولكن الأساس كيف نلعب في صياغتها بصريا وسمعيا، لتغدوا عوالم أخرى لا نهائية في تعدد صياغاتها.
مصطفى ياموت مؤسس زيكو هاوس، ومنظم مهرجان شارع بيروت للفن، في لبنان، قال: بعد حملة إعمار لبنان بعد الحرب، حيث تدمرت أكثر المسارح، بدءنا بتجربة، العمل والتفكير الجماعي، واستخدمنا كل أنواع الفنون، ولم يكن لدينا خبرة في العمل، ولكن مع التجربة في عملنا من عام لآخر، تطورنا في التقنيات، وأصبح لزيكو هاوس، في بيروت امكانية لحل المشاكل، واستطعنا تأسيس أمكنة للفنون المعاصرة، وقد تشكلت جمعيات فنية، وقد استقلت عن زيكو هاوس، لا بل تطورت هذه الجعيات ليصبح لها مؤسسات تابعة لها، وفي العام 2002 أنشأنا مهرجان بيروت لعروض الشارع، واتبعناها بمشاريع الموسم، ثم أنشأنا مشاريع تشبيك مع الممؤسسات الأخرى المحلية.
ودعا كريستيان شناير، مؤسس ومدير «هالي6» في ميونخ، في ألمانيا، إلى أهمية امتلاك معدات الانتاج، ودونما انتظار دعم الدولة، ومشيرا إلى أهمية الذهاب إلى الأماكن المهملة ومن ثم يقوموا بإحيائها، وذكر تجربة في تطوير منطقة زراعية كانت مهملة، في إحدى قرى المانيا، وتحدث عن الرابط بين الفنون البصرية والمكان.
رشدي بالقاسمي، مصمم رقصات دمى العرائس، من مدينة سوسه من تونس،تحدث عن جدلية العلاقة بين الفن والمكان، عبر سعي المواطن التونسي إلى إسقاط الديكتاتورية السابقة، والحالية، من خلال امتلاك الشارع، حيث يلتقي التونسيين في الشارع كفضاء بجميع حساسياتهم الثقافية والدينية، لبناء المجتمع الجديد، ولكن لظهور نزعات التعصب، بدأت تغيب فيه روح التسامح التي رأيناها في بداية الثورة.
إلى ذلك قدم الاستعراض الراقص، «النمر الذي يشتعل نورا»، أول من أمس، على مسرح هاني صنوبر في المركز الثقافي الملكي، وصممه وقدمه فرانك ميشيليتي، وفق تقنية الرقص المعاصر، عكس اضطراب قلق الإنسان في الراهن، بفعل الإنزياحات الاقتصادية الكبرى التي ذهبت بالمقدرات الاقتصادية للشعوب، فضلا عن ارتفاع طبول الحرب في مناطق ليست قليلة في العالم.
كما وتواصلت أيضا مساء أول من أمس، الندوة الحوارية الثانية، بعنوان التعاون والانتاج المشترك في الدول الأورومتوسطية، ببإدارة مارينا برهم المدير العام لمسرح الحارة من فلسطين، وتحدث فيها كريم دكروب رئيس ومدير المشاريع في مؤسسة خيال من لبنان، وجيسيكا ديفليجير المدير التنفيذي وشريك مؤسس لمدرسة لسيرك الفلسطيني، وتوماس هولزير الفنان التشكيلي من المانيا، وفريدريك جامبو رئيس الشبكة الاورومتوسطية الدولية للثقافة، ومدير عام جمعية التنمية الثقافية الاوروبية الدولية- فرنسا، رانيا قمحاوي نائب المدير العام في مركز الفنون، ومديرة مهرجان عمان للرقص المعاصر، وروبرت كريزونك، المدير لمؤسسة بوفد للتبادل الثقافي والتعليم من سلوفينيا، وايلينا باب الرئيسة لمؤسسة فاير للمسرح والثقافة والفنون من بلغاريا.
وأعقبته فعالية معرض السوق الثقافي، الذي أقيم في مركز الفنون الأدائية، من قبل الدول المشاركة للتعريف باعمال ثقافية وفنية ناجحة (التبادل والتشبيك)، وقدم إلى جوار السوق عروض فيديو لمشاريع فنية من قبل الدول المشاركة. الراي