الإنفاق العبثي وسخاء امانة عمان
جو 24 :
ما أن انتهينا من الإنفاق العبثي، الذي عكس "سخاء" أمانة عمان في تولّي مهمّات لا تقع ضمن نطاق عملها، كالمشاريع الثقافيّة مثلا، حتّى خرجت علينا الأمانة بقرار جديد، تصلح غرابته لأن تكون عنواناً للدهشة.
الأمانة -التي ترهق الديون كاهلها- تعتزم افتتاح قاعات متعدّدة الأغراض، في جبل الزهور وبدر الجديدة ووادي السير وغيرها من المناطق، حيث يمكن استخدام هذه القاعات للأفراح والأتراح على حدّ سواء.
هل هذه هي مسؤوليّة الأمانة التي لا تملك تسديد مديونيّتها؟ إقامة قاعات أفراح وأتراح تتراوح كلفة الواحدة منها ما بين الـ 200- 400 ألف دينار؟! طيّب مادامت الأمانة تمتلك كلّ هذه الوفرة من المال، لتنفقه على ما لا يتّصل بعملها، فلم تتكدّس النفايات في شوارع العاصمة؟
أوليس الأولى إنجاز المهمّات التي تقع ضمن مسؤوليّة الأمانة، كإصلاح البنية التحتيّة مثلاً، كي لا تغرق عمّان عند كلّ "شتوة" أو زخّة ثلج! المدينة تصبح أشبه بالبندقيّة في فصل الشتاء، أوليس إنهاء هذه المشكلة المستمرّة أكثر أهميّة من الإنفاق على مشاريع لا حاجة لها؟!
الأصل تحسين نوعيّة الخدمة التي تقدّمها أمانة عمان لدافعي الضرائب، على الأقلّ يمكن تحسين شوارع العاصمة التي لا تحتمل مركبات السير ولا تقلّبات الطقس، عوضاً عن الإنفاق العبثي دون حاجة أو مبرّر.
أغرب ما في الأمر أن "قاعات" الأمانة المقرّر إنشاؤها دون أيّة حاجة أو مبرّر ستغلق باب التنفّس الوحيد لأهالي مدينة عمان، والمتمثل بالحدائق، حيث سيزحف البنيان الإسمنتي على المساحة الخضراء ليسلب العمّانيّين فرصهم بالتنفّس في هذه المدينة، التي يخنقها العبث.
تابعو الأردن 24 على 
