حملة النسور الدعائية
يواصل رئيس الوزراء عبدالله النسور حملة العلاقات العامة لخلق انطباع بأن الرئيس يجري حوارات مع مختلف القطاعات في المجتمع الاردني حتى يتسنى له الادعاء بأن قرار رفع الاسعار الذي فرضه صندوق النقد الدولي انما جاء نتيجة لحوارات "موسعة" اجرتها الحكومة.
ففي جامعة اليرموك أكد النسور على أهمية العمل الميداني ولقاء المواطنين والتواصل معهم، لافتا الى ان قرارات وإجراءات الحكومة تصنع من خلال الاستماع الى المواطنين والتشاور معهم.
وفي ذلك اللقاء استعرض النسورالأوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية في المملكة، مشيرا الى ان موازنة الحكومة المركزية تبلغ 7 مليار دينار في حين تبلغ موازنة المؤسسات المستقلة نحو 2 مليار دينار، لافتا الى ان عجز الموازنة وصل الى نحو 3 مليار دينار .
واشار رئيس الوزراء الى ان الحكومة تشتري المشتقات النفطية الخمسة من المملكة العربية السعودية بالسعر العالمي، لافتا الى ان السعودية مشكورة تقدم مساعدات للمشاريع في الاردن ولكنها ليست دعما للمحروقات. ولفت الى ان الدعم الذي قدمته الحكومة للمشتقات النفطية خلال العام الحالي بلغ 800 مليون دينار. وقال ان ما فاقم الامر صعوبة هو انقطاع الغاز المصري وعدم انتظام وصوله حيث لا يصلنا في الوقت الحالي أكثر من سدس الكميات المتفق عليها بالرغم من تعهدات الجانب المصري بالوفاء بالتزاماته ما يضطرنا الى توليد الكهرباء بالاعتماد على زيت الوقود الثقيل الذي كبد شركة الكهرباء الوطنية خسائر تقدر ب مليار و 800 مليون دينار بالسنة .
باختصار شديد قرار رفع الاسعار مبيت والنقاش لا يعني شيء، والحكومة عاجزة عن وصف اي حل بعيدا عن جيب المواطن، فالعمل على حلول اخرى يتطلب ارادة سياسية غير متوفرة ويتطلب رئيس حكومة قوي، وهو امر متعذر لأن آلية تشكيل الحكومات تحول رئيس الحكومة الى موظف يتلقى تعليمات وليس حاكما يجترح حلولا تعمل على استعادة ثقة المواطن بالدولة.. فالحكومة الحالية كاللتي سبقتها، لا حول لها ولا قوة.