jo24_banner
jo24_banner

خطيئة الصمت

خطيئة الصمت
جو 24 :
تقتحم أنباء الانتحار مساحة الأخبار العاجلة يوميّاً، ولا يكاد نهار أن ينقضي دون أن يصفع القارئ خبر حول انتحار مواطن أو محاولة آخر قتل نفسه، ولكن ثمّة ما هو غريب فيما يرد من أنباء؟

أحد أهمّ عناصر خبر كتلك الأخبار التي نتابعها بألم، هو الدافع الذي يحمل البعض على اتّخاذ قرار بالتخلّص من الحياة، ولا يمكن المجادلة بأن الجهات الرسميّة، والتي غالباً ما تكون هي مصدر أخبار حالات الانتحار، عاجزة عن فهم وإدراك دوافع من يلقون بأنفسهم عمداً في مساحات العدم.

الدافع الذي يحرّض إنسان على إنهاء حياته معروف للقاصي والداني، غير أن جهابذة صناعة القرار يخجلون ربّما من الإفصاح عنه. إنّه الفقر والفاقة، فلا يوجد ما هو أشدّ كفراً بالحياة من الحرمان.

عندما تغلق السبل، ويضيق الأفق، ويصبح الأمل ضرباً من ضروب الخيال، ما الذي تتوقّعه من الناس؟ آلاف هم من يسيرون على درب "البوعزيزي"، الذي فجّر الثورة التونسيّة بل والربيع العربي، بما فعله بدافع اليأس والألم، غضب الناس لم يكن سوى تعبير عن الوجع المستفحل في المنطقة بأسرها، من بحر الظلمات إلى خليج المحروقات.

قنابل موقوتة، تسير كلّ صباح لالتقاط ما لا يتيسّر من رزق، وصنّاع القرار يستمتعون بالنوم في أبراجهم العاجيّة، نرتدين قفّازاتهم الناعمة، غير آبهين بما آلت إليه أحوال الناس. ولكن استمرار الحال على ما هو عليه، لن يترك الكثير من الخيارات، بل سيحدّد احتمالات وسيناريوهات المستقبل بنار لا تبقي ولا تذر!!

 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير