أمسية في نقابة الصحفيين تقرأ حبيب الشاعر والإنسان
احيت اللجنة الثقاقية في نقابة الصحفيين امسية حول أدب الشاعر الراحل حبيب الزيودي وانسانيته
استذكر وزير الثقافة الاسبق د. صبري اربيحات أول من أمس مواقف انسانية عايشها عن قرب مع الشاعر الراحل والتي امتدت قرابة عقدين من الزمن في الجوار والصحبة كاشفا عن أنه يكن للشاعر الراحل كل حب واحترام رغم ان حبيبا انتقده في احدى قصائده، معتبرا ما جرى نوعا من انواع الحب لا اكثر من ذلك.
وأضاف د.اربيحات ان الزيودي كان يرى الروح في كل انسان تعامل معه وكان يرى العلم برؤية مختلفة وكان مولعا في التراث واستاذا فيه، مشيرا الى ان من يقرأ في سفر حبيب ويتعرف الى اصدقائه فانه يجد انهم على شاكلة نمر بن عدوان وعبدالله اللوزي وصايل الشهوان وعرار وغيرهم، وكان حبيب يتحدث عنهم وكأنه عايشهم ويصفهم بحماس وثقة.
أشار اربيحات إلى ان الزيودي حاول ان يعرب كل ما في حاضرنا و»أردن» كل ما مر به وقدم للهوية الاردنية وصاغ الوجدان الذي وحد شعور الاردنيين وسلوكهم وكان له اثر سياسي بالغ قد يراه البعض بعفوية البدوي وحبه للوطن حين قدم رائعته «هلا بعين أبونا».
وتحدث اربيحات عن بعض مآثر الشاعر الراحل وسط حالة وجدانية رافقت حديثه تأثر بها وتأثر معه الحضور.
من جانبه عرض الاستاذ المشارك في قسم الدراما بجامعة اليرموك الدكتور مخلد الزيودي لتاريخ حبيب الزيودي قائلا: إن حبيب الزيودي هو حبيب بن حميدان بن سليمان بن محمد بن فرج بن يعقوب الفقير الزيود، وينتهي نسبه بالامام عبد القادر الجيلاني المولود عام 1077 ميلادية. وتطرق الى تفاصيل اوفى عن نسب حبيب وتاريخ عشيرته ومكان نشأته.
وتحت عنوان حبيب الزيودي.. البيئة عندما تؤسس لميلاد شاعر قال د.الزيودي ان حبيب الزيودي ورث موهبته الشعرية بالدرجة الاولى عن اهله واخواله وبيئته، عمه احمد شاعر وعمه حامد شاعر ووالده حميدان يقرض الشعر، وكتبوا جميعهم بالعامية.
وأضاف د.الزيودي ان حبيب الزيودي تأثر في بدايات تجربته الشعرية بالشاعر عرار الذي عانى هو ايضا من الموقف الاجتماعي وتأخر الاعتراف به الى ما بعد موته.
وخلص د.الزيودي الى القول ان الشاعر حبيب الزيودي استطاع اختزال ما يزيد عن ثلاثمائة عام من محاولات الاردنيين تحديد ملامحهم، نجح حبيب في ذلك من خلال عشرات القصائد المغناة باللهجة الاردنية.
وقال د.الزيودي ان حبيب حمله الوطن بكل تجلياته، فرد حبيب للوطن الجميل فحمل الوطن في قلبه ووجدانه فلم يتحمل قلبه ذلك، معتبرا ان حبيب الزيودي رمز وطني بامتياز، ربما، يحتاج الوطن مائة عام من المخاض لانجاب شبيه له.
وفي الامسية التي حضرها نقيب الصحفيين طارق المومني وأدارها رئيس اللجنة الثقافية في نقابة الصحفيين محمود الداوود وحضرها عدد من النواب السابقين وافراد من اسرة الشاعر الراحل واعلاميين ومهتمين قال د.عمر القيام استاذ الدراسات اللغوية والباحث في جامعة العلوم الاسلامية ان حبيب الزيودي عاش حياته المفعمة بالرغبات الغاصة بالحسرات مصغيا الى نداءين اثنين لا ثالث لهما: نداء القلب ونداء القوافي، وعليهما تشكل احساسه بالعالم وبنى مجده الذاتي، فمن نداء القلب انبجس حنينه للمرأة وحبه للوطن، وازهر قلبه بهما، ومن نداء القوافي تعبد حبيب في محراب الفنون وافترع ذرى الابداع الشامخة.
وأشار د.القيام الى الاهتمام النقدي الذي وجده شعر حبيب من قبل الدارسين الاكاديميين على وجه الخصوص مشيرا في هذا المجال الى ما تناوله د.محمد حور في دراسة «الصوت والصدى،عرار في عيون الشعراء»، والى ما كتبه د.ابراهيم الكوفحي في دراسته لبعض الانماط الاسلوبية في شعر حبيب وما كتبه د. زياد الزعبي بعنوان «ناي الراعي: موسيقى روح وجروح».
وانتقل د.القيام بعد ذلك الى هاجس الرحيل الذي كان احد الهواجس الكبرى في شعر حبيب الزيودي التي تسكن روحه منذ ديوانه الاول «الشيخ يحلم بالمطر» عام 1986، حتى بلغت ذروتها في قصيدة «ان الحياة جميلة» عام 2005.
من ناحيته قدم الفنان نصر الزعبي عزفا على العود تخلل كلمات المحاضرين حيث غنى من كلمات الشاعر الراحل ثلاث قصائد هي : حادي العيس، ومئوية عرار – ابعد ظلالك، وهذي مدينتنا- مرثية فراس العجلوني.
وكان رئيس اللجنة الثقافية في نقابة الصحفيين محمود الداوود قدم للامسية بقوله: هنا في حضرة الروح الطاهرة نستذكر الماضي لنعبر هذا الحاضر، هنا نجلس نرتشف فناجين الابداع، ونشرب كؤوس الألق، هنا نرصد حروف البلاغة ونستكشف عبق الفكر وينابيع الحب ونتوقف عند الوطن. مختتما أن حبيب الزيودي باق معنا، يجلس بيننا الان يستمع الى أدبه الذي تركه خلفه ليخلده، وينظر الى محبيه الذين اجتمعوا حبا فيه، أظنه الان سعيدا اذ يرى حبكم له في حضوركم وعيونكم وتكلفكم عناء المجيء من أجل لقائه. وكانت الامسية قد ابتدأت بالوقوف دقيقة لقراءة الفاتحة على روح الفقيد. الراي
