غياب الأخلاق عن شوارع العاصمة
جو 24 :
المدنيّة هي أن لا تحتاج إلى شرطي يراقبك كي تحترم القوانين التي تنظم علاقتك بالآخرين، وأن لا تمتنع عن اقتراف ما يسيء لغيرك، خوفاً من العقاب، بل أن تحكم الأخلاق سلوكك وتصرّفاتك. أمّا عكس هذا فهو الهمجيّة.
غريب أمر بعض سائقي المركبات التي تفيض بها شوارع العاصمة عمان خلال أيّام العيد، فغياب رجال شرطة السير عن بعض الشوارع جعل المشهد يبدو وكأنّه سيرك للفوضى. مخالفات قانونيّة خطيرة، وانتهاكات سافرة للأولويّات. حتّى وصل الأمر بالبعض إلى الاستهتار بالسلامة العامّة!
أن تتجاوز الإشارة الضوئيّة وهي حمراء لأن "عطوفتك مستعجل" هو شروع بالقتل، وأن تتجاوز رتلا من المركبات مستخدما طريق المركبات المعاكسة، فهو عملية انتحارية! لم لا تتحلّى بالأخلاق وتلتزم بقوانين السير إلا عندما تكون مهددا بدفع ثمن المخالفة؟ فهل هذا الثمن أغلى من حياتك وحياة الآخرين؟!
الفوضى التي تشهدها كثير من الشوارع، خاصّة في منطقة صويلح، وعدم الالتزام بالمسارب السير، أدّى إلى ازدحام مروريّ خانق، ربّما لم تشهده العاصمة قبل اليوم. كان من الممكن تجنّب هذا الزحام لو التزم البعض بأخلاق السير.
المطلوب فرض عقوبات مغلّظة على كل من لا تمنعه أخلاقه من احترام القوانين، فمثل هذه التصرّفات تعبّر عن أنانيّة واستهتار من يمارسها، والسجن هو أكثر مكان يليق به.