jo24_banner
jo24_banner

مكاوي: «شعر الخزامى» نتاج قصائد وجداني

مكاوي: «شعر الخزامى» نتاج قصائد وجداني
جو 24 :

حاورته - شروق العصفور - كتاب «شعر الخزامى» للشاعر طارق مكاوي هو مجموعة من القصائد التي تخضع الى الشعر المنثور, وهو حصيلة تجريب بعد 5 دواوين سابقة للشاعر. وتاليا حوار اجرته الراي حول مؤلف الكاتب و مسيرته الادبيه .


هل اتكأت على موروث أو تاريخ أو أحداث من الحاضر في الكتاب؟
الكتابة تلد الكتابة، لا أعتقد أن هناك نوعا إبداعي يأتي بمعزل عن الحركة العالمية للأدب، الإبداع هو معين واحد تتنوع فيه المشارب والتي تخضع لذائقة الكاتب المتلقي لكل ما قرأه من أدب سواء أكان محليا أو عالميا بلغته الأم أو مترجما، وأنا لست نائياً عن هذه الحالة التي تشكل في النهاية حركة الإبداع، إضافة إلى أنني لا استطيع تتبع ذاتي بدقة في لحظات انحيازها إلى الموروث مثلا لآن ما اكتبه الآن قد أصبح مذوّتا داخلي كمبدع وهو أحد أدواتي أو بصمتي الشعرية.

 
س2: ما هي ردود فعل القراء والنقاد على الكتاب؟
تلقيت عددا من الردود فقد أتفق الكثيرون أن هناك نقلة مختلفة عما كتبت سابقا، الكلام السابق لزملاء مبدعين وآخرين مستمتعين بالأدب، لكن لم أر رأيا لناقد كالعادة على صفحات الصحف، أو من خلال الملتقيات التي نلتقي بها، لأن النقاد في الأردن بمعزل عن الحركة الثقافية الأردنية، فهم يتحركون في دوائر أكثر أهمية لما يصدر في الأردن لأسباب أعجز عن تعدادها

س3: بماذا ينشغل الشاعر الان؟
لن يكون جوابا له علاقة بأعمال الفكر بمشروع آخر إبداعي بقدر ما إنني أريد الاستراحة من كل شيء، أتأمل أن تكون هذه الحياة أكثر كرما لتمنحني استراحة طويلة لأتمكن من مراقبة الأشياء، الشاعر يفكر بجدية بالغة كيف يمكنني كمواطن على ظهر هذه البقعة الطيبة أن أستريح لألتقط أنفاسي ، لأكتب بروحي غير المسلوبة.


س4: رأيك في كتابة الرواية وهل تفكر في كتابة رواية؟
الرواية عمل عبقري وجميل ، وعلى الرغم من تحيزي للقصيدة واعتبارها الفن الأول والأخير إلا إنني أنظر بفتنة إلى جسد الرواية، لأنها مغوية كثيرا، فالروائي سيد في إعادة تشكيل المحيط وخلق الشخصيات وبؤر صراعها، أستطيع الجزم بأنني في كل ليلة أهجس في كتابة الرواية وأبدا في رسم مخططها لكن سرعان ما تغيب الفكرة، هذا لا يعني أنني لم أكتب الرواية فهناك مخطوطة لي وسمتها ب»نتوءات الظلال» تنام في مهجعها، بعد أن أنهيت كتابتها وجعلتها بصيغتها النهائية لكنني متردد كثيرا في نشرها الآن، وأشعر أنها ستظل حبيسة مغلفها الذي لا يسمح لشخوصها بالخروج لإثارة الشغب. حقيقة هم أناس مشاغبون يجلبون التعب لكاتبهم.


5: عندما يكتب مكاوي أين يكون القارئ؟ هل يفهم القارئ جل ما يدور في خاطرك أم تستخدم ألغازا ورموزا في كتاباتك؟
قضية المتلقي في الشعر الحديث أصبحت قضية محتومة فالشاعر لا يقف ليلقي خطبة جمعة أو يمتع المتلقين بالحكم التي سيلقيها والمواعظ التي تجعله يبدو من المشايخ الذين يتحاذقون باللغة لإبهار الآخر، وهي ليست رموزا يتعمد الشاعر بزجها لإحكام إغلاق النص، ولا اعتقد أن هناك شاعرا حقيقيا يكتب لأجل رغبة الجمهور، القصيدة تأتي لأن الحالة تملي نفسها عليه، وهي الأداة الأكثر تعبيرا لديه، أجزم أن الجمهور يأتي في ما بعد لتذوق النص ، ولأن الحالة العربية متردية أصلا فهناك ترد في ذائقة الشارع الذي لا زال متمسكا بالنمط الإيقاعي والكلمة المباشرة، التي كنا نظن أن الوقت كفيل بإعادة تشكيل ذائقة الشارع العربي، من خلال المؤتمرات وإدخال النصوص الحديثة في المقررات الجامعية والمناهج المدرسية، إلا أننا إلى الآن ندور حول أنفسنا لإعادة السؤال مرة أخرى لمن يكتب الشاعر؟.

 
س6: بين الأكاديميا والإبداع خيط رفيع. هل تتحرر من أغلال معلم التربية باتجاه الشاعر المبدع؟
من بداية دخولي إلى التربية هذا العالم الواسع والذي ينظر إليك بنظرة غير مريحة، فهي تنظر إلى المعلم بشكل طبقي وعال، وتنظر إلى المعلم بجهاز تكبير وانه أداة لا تنمو ، فالمعلم يدخل شابا ويخرج منكفئا دون أحلام يمارسها، أمامه سلسلة كبيرة من الأشياء التي يجب عليه أن يتعلم الخوف منها ابتداء بمديره انتهاء بوزير التربية والأجهزة الأمنية، لم أتواصل جيدا مع قطاع التربية أعني المكاتب وكنت أشعر بالغربة القاتلة وأنني محاصر في جميع الأماكن لكنني أحمل الثورة في داخلي على جميع أشكال الحياة الكلاسيكية، فالقصيدة لا تنمو في تراب الخوف عطفا على أن عملي في التربية كمرشد يجعلني أشعر بالتحدي لنفسي. في كل المحطات التربوية التي أقف بها لا تستطيع القصيدة أن تقف مهزومة أمام الروتين والطابور الصباحي، وبعض المسؤليين الذين لا يدركون معنى أن تكون شاعرا أو مفكرا أو فنانا، هنا أشير إلى أن اغلب الكتاب والفنانيين زملاءنا الذين كانوا في التربية تركوا أرواحهم المتمردة على جدران المدراس من المرحوم علي فودة وابراهيم العبسي وعلي البتيري وغيرهم من أبناء جيلنا الذين يحملون هذه الرسالة دون أن تنتبه لهم وزارة البيروقراط.


س7: في جائزة المعلم الأديب. تقهقرت قصيدة النثر التي تكتبها لصالح قصيدة العمود, هل هذا مؤشر على حماية وزارة التربية والتعليم لعمود الشعر وعدم إيمانها بما سواه من فنون الشعر؟
هذا السؤال يثير لدي الضحك، في بداية هذه المسابقة المشوهة والتي أشعر بالأسف أنني شاركت بها كنت قد أرسلت بريدا الكترونيا للمعني بأنني أشارك بهذه المسابقة على أن تكون لجنة التحكيم من خارج الوزراة، ولم أجب على هذه الرسالة، لكنني تلقيت بعد فترة دعوة لمهرجان شعري، إذ لم تعلن النتائج بشكل رسمي، اكتشفت بالصدفة أعضاء لجنة التحكيم فقد كان فيها أحد زملائنا فقط من رابطة الكتاب وهو الشاعر حاكم عقرباوي والثاني هو أحد الزملاء بالوزراة يقول أنه يكتب القصيدة النثرية، ولا أعرف من هو الثالث، المفاجئة بالموضوع أن القصيدة لم تكن نثرية أصلا وهذا خلل في النظر إلى النص من الأصل، إضافة إلى أن عقرباوي تفاجأ مما قامت به الوزارة عند «عدم إعلان نتائجها» والعبارة الأخيرة تعني بالتحديد أنهم لم يقوموا بتعميم كتاب المسابقة الذي يقول فاز بالجائزة الأولى فلان وفلان ، وتكونت لجنة التحكيم من فلان وفلان، والمضحك المبكي في هذه المسابقة أن إحدى زميلاتنا من رابطة الكتاب الأردنيين وهي معلمة أيضا، تقدمت بقصة قصيرة متميزة، هذه القصة وضعت في البروشور المعروض للحضور على أنها مقالة، فأي إبداع وأي لجان تحكيم يهذون بها هؤلاء الأشخاص.
هناك زملاء لنا منهم من بقي على ذمة الوزارة، وآخرون غادروها لمواقع أخرى هم من خيرة الشباب المبدع الأردني لكن آرائهم لم تكن تؤخذ بالأعمال الإبداعية.
أعود لعمود الشعر والذي أكتبه أيضا ولا أقف معاد لأي شكل من أشكال النص الشعري لكن أغلب ما يكتب هو كلام موزون فقط لا روح فيه، وسأسوق شواهد جميلة على النص العمودي الذي نجده عند الشاعر راشد عيسى وسعد الدين شاهين وأحمد الخطيب؛ هناك من يكتبون الشعر على تمام روحه لكن المشكلة في الذين نضعهم حراسا على بوابات الإبداع وهم لا يتقنون هذه الحرفة «الحراسة».

س8: كتبت نصوصا أدبيه عن المكان. هل تؤيد ان تتغذى نصوص المكان الشعرية؟
النسق العام في الكتابة عن المكان هو نسق أرشفة وببلوغرافيا، لو نحاول النظر إلى الأماكن بشكل مختلف، نجده الشاهد على أسرارنا، مكان غضبنا، حميميتنا، فرحنا.
وسنكتشف أننا نريد أن يكون المكان شخصا آخر، ويكون ذلك إذا عدنا لمكان حميم ابتعدنا عنه سنقدر أن هذا المكان لا يريد ببلوغرافيا بقدر ما يريد ونريد تجميد اللحظات من خلال الفن لإعادة صياغته في داخلنا كما نحب، المكان المشعرن هو حالة إنسانية لصيقة بدواخلنا، نعيد النظر لها في كل مرة ليصبح المكان ليس مكانا فقط بل هو شريك حقيقي لنا ومتواطئ معنا.


س9: تكثر من البكاء في دواوينك والسخرية أحيانا حد الألم, ما هي أساسيات هذه القتامة؟
الشاعر مرآة المكان الذي يعيشه، والصورة الصادقة لمجتعمه، لا أظن أن هناك ابتسامة حقيقة تضيء قلوبنا، فنحن أبناء حروب وهجرات وحكايا مؤلمة، هذه الحكايا التي سردتها جداتنا وأمهاتنا لنا كانت متفتقة بالألم ابتداء من قصص الأبطال الزير سالم مرورا بالهلاليين انتهاء إلى المسلسلات التي جلدنا بها مشكورا التلفزيون الأردني، نحن أبناء حزن وبكاء، تسلمنا القضية الفلسطينية وحكايا أهلنا عن البلاد ،كنا نقرا الألم دون أن نشعر عمق هذه المشاعر التي ترتسم على وجوههم لنكبر وتشيخ الهموم دواخلنا، نحن حملنا الإرث الأكبر من القهر والمعاناة وظروف الحياة القاسية وغير العادلة، وها نحن ننطر الحروب ونعدها كابنائنا، نعد خسائرنا التي أصبحت أكثر ما ينبغي لها أن تعد، والشاعر في الوطن الذي يحتضر، يحتضر بدوره أيضا لأن من يراقب الموت يموت بالعدوى، غير أن أوطاننا امتداد لنا ولأنفاسنا المتهدجة المختلطة بالبكاء والصياح والدعاء، أحاول جاهدا أن ابتعد عن الحزن لأجده كجنود العدو يحيطني من كل جانب.الراي

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير