الرهان: نزاهة الانتخابات ومحاربة المال السياسي
طاهر العدوان
جو 24 : يستغل الملك كل مناسبة رسمية او ذات طابع شعبي للتأكيد بان الانتخابات المقلبلة ستكون شفافة ونزيهة ويشفع هذه التأكيدات بالتحذير من اي تدخل في سير العملية الانتخابية . ولم يتوقف جلالته عند هذا الحد انما تطرق الى تفاصيل يهم المواطن سماع الموقف الرسمي منها . مثل قوله بانه سيحاسب من يحاول العبث بالانتخابات وبان ظاهرة المال السياسي لن تكون موجودة اذا طبق القانون بصرامة ودعوته الى محاربة هذه الظاهرة .
تستحق ( الانتخابات) كل هذا الاهتمام الملكي بها لأسباب عديدة منها : انها تشكل الرهان المركزي على نجاح مشروع الدولة الإصلاحي فاي تلاعب او تدخل من الجهات الرسمية بشكل مباشر او غير مباشر سيؤدي الى الإجهاز على ما تبقى من ثقة شعبية بالوعود الحكومية . ومثل هذا التدخل سيلحق الضرر الكبير بسمعة النظام خاصة وان عيون العالم كلها ستكون مفتوحة على هذه الانتخابات التي تمثل التجربة الاردنية في الاصلاح في زمن الربيع العربي .
والاهم من رأي المجتمع الدولي بالانتخابات هو رأي المواطن وثقته بها ، لقد عانى الاردن من عمليات التدخل والتزوير في الانتخابات على مدى العقدين الماضيين . ويملك كل مواطن ملفا خاصا من التجربة يحفظ فيه ، ما ظهر وما خفي ، من حيل التزوير التي وصلت في انتخابات عام ٢٠٠٧ الى حد الصفاقة بالاستهتار بوعي المواطنين وكرامتهم في وضح النهار .
لقد حان الوقت بان يشد كل مواطن حر شريف على يد الملك في ملاحقة ومحاسبة اي عبث بالانتخابات وان يكون عينا له في مراقبة سيرها ورصد أفعال وأقوال المرشحين ، ومحاربة المال السياسي ان وجد .لان هذه الانتخابات ستحمل البلد كله الى منعطف جديد نستطيع بأنفسنا ان نجعله بداية خير وانفراج او العكس .
سمعة العشيرة ومرشحها ليس اهم من الاردن ومصالحه فأما ان نتصرف كمواطنين نتحمل المسؤولية الوطنية او نظل في مربع الولاءات والانتماءات الضيقة التي تحول الوطن الى كعكة للنهب والقسمة .
بقاء المعارضة في الشارع ومقاطعة الاسلاميين لها لا يعطي الحق لأي جهة التأثير على الناخبين من اجل انتخاب مرشح دون اخر بزعم مساندة من هم اكثر قدرة على مواجهة الإسلاميين ، مثل هذا المنطق هو الذي جر البلد الى ربيع طويل ، مع ان النظام الملكي لا علاقة له من قريب او بعيد بنظم الاستبداد التي استهدفها الربيع العربي ، نتمني ان يدفن هذا المنطق الى الابد .
رغم مقاطعة الاسلاميين فان اي انتخابات حرة وشفافة ونزيهة ستخرج مجلسا نيابيا قويا فيه معارضة قد تكون اكثر مسؤولية وكفاءة من اي معارضة ظهرت في السابق ، وهو بالتأكيد لن يأتي بنواب من اتجاه واحد . وواهم من يعتقد بانه اذا خرج المجلس بلون واحد من النواب سيكون ذلك لمصلحة النظام وهزيمة للمعارضة لتبرير التدخل والعبث بالانتخابات ، فمثل هذه النتيجة ستدمر مشروع الدولة الإصلاحي وتهز الثقة به وتعطي المعارضة الاسلامية والحراك قوة إضافية .
الانتخابات المقبلة مفصلية فاتركوها لأرادة الشعب ، ويا من تسببتم بربيع اردني طويل ما كان ليكون ، ان تتوقفوا عن اي محاولة تمس صورة النزاهة والشفافية التي يراهن عليها كل من يريد للاصلاح ان يسلك الدرب الصحيح بدون وباء المال السياسي وشراء ضمائر الناس وبدون عقلية تقسيم المرشحين على قوائم من الولاء وعدمه وغير ذلك من أساليب لا دور لها الا خلق الأزمات وزعزعة ثقة الشعب بنظامه .
(الرأي)
تستحق ( الانتخابات) كل هذا الاهتمام الملكي بها لأسباب عديدة منها : انها تشكل الرهان المركزي على نجاح مشروع الدولة الإصلاحي فاي تلاعب او تدخل من الجهات الرسمية بشكل مباشر او غير مباشر سيؤدي الى الإجهاز على ما تبقى من ثقة شعبية بالوعود الحكومية . ومثل هذا التدخل سيلحق الضرر الكبير بسمعة النظام خاصة وان عيون العالم كلها ستكون مفتوحة على هذه الانتخابات التي تمثل التجربة الاردنية في الاصلاح في زمن الربيع العربي .
والاهم من رأي المجتمع الدولي بالانتخابات هو رأي المواطن وثقته بها ، لقد عانى الاردن من عمليات التدخل والتزوير في الانتخابات على مدى العقدين الماضيين . ويملك كل مواطن ملفا خاصا من التجربة يحفظ فيه ، ما ظهر وما خفي ، من حيل التزوير التي وصلت في انتخابات عام ٢٠٠٧ الى حد الصفاقة بالاستهتار بوعي المواطنين وكرامتهم في وضح النهار .
لقد حان الوقت بان يشد كل مواطن حر شريف على يد الملك في ملاحقة ومحاسبة اي عبث بالانتخابات وان يكون عينا له في مراقبة سيرها ورصد أفعال وأقوال المرشحين ، ومحاربة المال السياسي ان وجد .لان هذه الانتخابات ستحمل البلد كله الى منعطف جديد نستطيع بأنفسنا ان نجعله بداية خير وانفراج او العكس .
سمعة العشيرة ومرشحها ليس اهم من الاردن ومصالحه فأما ان نتصرف كمواطنين نتحمل المسؤولية الوطنية او نظل في مربع الولاءات والانتماءات الضيقة التي تحول الوطن الى كعكة للنهب والقسمة .
بقاء المعارضة في الشارع ومقاطعة الاسلاميين لها لا يعطي الحق لأي جهة التأثير على الناخبين من اجل انتخاب مرشح دون اخر بزعم مساندة من هم اكثر قدرة على مواجهة الإسلاميين ، مثل هذا المنطق هو الذي جر البلد الى ربيع طويل ، مع ان النظام الملكي لا علاقة له من قريب او بعيد بنظم الاستبداد التي استهدفها الربيع العربي ، نتمني ان يدفن هذا المنطق الى الابد .
رغم مقاطعة الاسلاميين فان اي انتخابات حرة وشفافة ونزيهة ستخرج مجلسا نيابيا قويا فيه معارضة قد تكون اكثر مسؤولية وكفاءة من اي معارضة ظهرت في السابق ، وهو بالتأكيد لن يأتي بنواب من اتجاه واحد . وواهم من يعتقد بانه اذا خرج المجلس بلون واحد من النواب سيكون ذلك لمصلحة النظام وهزيمة للمعارضة لتبرير التدخل والعبث بالانتخابات ، فمثل هذه النتيجة ستدمر مشروع الدولة الإصلاحي وتهز الثقة به وتعطي المعارضة الاسلامية والحراك قوة إضافية .
الانتخابات المقبلة مفصلية فاتركوها لأرادة الشعب ، ويا من تسببتم بربيع اردني طويل ما كان ليكون ، ان تتوقفوا عن اي محاولة تمس صورة النزاهة والشفافية التي يراهن عليها كل من يريد للاصلاح ان يسلك الدرب الصحيح بدون وباء المال السياسي وشراء ضمائر الناس وبدون عقلية تقسيم المرشحين على قوائم من الولاء وعدمه وغير ذلك من أساليب لا دور لها الا خلق الأزمات وزعزعة ثقة الشعب بنظامه .
(الرأي)