2024-05-29 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

جرس الانذار في رفع الاسعار "منع من النشر"

سالم الفلاحات
جو 24 : يفهم الناس مدلول اللغة كبارا وقد لايفهم اكثرهم تفصيلاتها على الاطلاق
ويفهم الانسان وحتى جميع الكائنات الحية لغة في الحد الادنى تمكنهم من الحياة على الاقل مهما قلت مداركهم فللرضيع لغة خاصة , وللنمل والنحل والخيل والطير والفاروغيرها لغة تفاهم وان كان ارقاها واعلاها ما احتوى على البلاغة والبيان والاشارةوالطباق والجناس وما يفهم من السياق وغير ذلك وهناك لغة للروح ولغة للسان ولغة للجسد او لغات وهناك لغة سياسية واخرى فكرية وثالثة رمزية ورابعة حياتية معيشية وهكذا
ولكن اسهلها وابسطها واكثرها تشاركية وبدائية هي ربما لغة استمرار الحياة, او لغة البقاء والابتعاد عن الموت وما يتبعها من ضرورات العيش بين مختلف الكائنات وربما يكون الانسان اولها ويستحيل ان يعرف مخلوق لغات الأحياء جميعها الا بعض الانبياء كما قص علينا القران الكريم عن سليمان عليه السلام , او مما ذكر ان النبي عليه الصلاة والسلام فهم شكوى جمل مظلوم من صاحبه ويبكي والحديث مشتهر على الالسنة.
ليس هذا موضوعنا انما موضوعنا هو اللغة المشتركة لدى الاردنيين من شتى المواقع والثقافات والافكار والمشارب والمعارف والاعمار والاصول والانتماءات والفهم والوعي و............
انها لغة الاسعار والتي تدارسوها منذ عام 1988 حتى اليوم على الاقل في ربع قرن متواصل وهي تقدم نفسها بقوة ووضوح حتى فهمها الصم والبكم والفصحاء والناطقون والقاصي والداني ’ وان تعذر على بعضنا فهم لغة السياسة والاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والاداري والثقافي فهم افصح الفصحاء في فهم ما يهدد حياتهم المعيشية وهي في الحد الادنى من المطالب الانسانية وان كانت لوحدها فقط رذيلة وتهمة عند العرب قبل الف واربعماية سنة عندما اراد احدهم ان يقذع في الهجاء لخصمه حتى قالوا لم يهجه فقط , بل بال عليه فقال :ـــ
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فانك انـــــــت الطاعم الكاسي
والشكوى اليوم ليست من المطعم فقط وليست من قلة الكساء او رداءته فوا عجباه فهل بلغ العجز والاعياء في الحكومة ان لا تفهم لغة الجوع التي لا يجهلها حي من الكائنات ولها اثارها ونتائجها الخطيرة اما عن الشعب الاردني , او لا تدرك الحكومة ان اكثريته الصامتة غدا واقليته الصارخة بالامس وخلال عامين وبكل تصنيفاته الصادقة والمدعاة تقرع جرس الانذار الاخطر من الاقتراب اكثر مما هو عليه الحال من ضروريات المواطن المعيشية ؟
فان خرج الناس او بعضهم في مختلف انحاء البلاد منذرين ومحذرين بالامس وخلال الايام الماضية فما عسى ان يكون الحال لو وقعت الواقعة الصغرى غدا كما تتوعد الحكومة او بلغة التذاكي تمهد لرفع الاسعار ؟
انه كبير وشامل ومتسع جمهور الرغيف وحبة الدواء وشعلة الاضاءة ومستلزمات التدفئة ووقود السيارة وما يستر العورة المادية ويحفظ ماء الوجه وهم الشعب كله ’ واما ما سواهم فليسوا من الشعب الذي نعنيه وهم من عالم اخر يعيش طحالب على فقر الشعب ومقدراته .
ان التمهيد او التهديد برفع الاسعار بحجة التحرير , // والحكومات لا تستخدم مصطلح التحرير الا للاسعار او التحرر من القيم والاخلاق والالتزامات والوعود والمواثيق مهما كانت موثقة او مغلظة // .
ولولا الخوف ليس من ارادة الشعب او حاجته الملحة القاتلة او من الالتزامات بحقه مقابل الضرائب الباهضة المضطردة انــما الخوف من تنامي المطالبة بالاصلاح الاستراتيجي الحقيقي الشامل الذي يبدأ حل المشكلة من جذرها والخوف من الانضمام للاصلاحيين و لمن يرددون اللغة الاسمى في الشارع منذ سنتين
ولولا ذلك لتحررت الحكومات من التزاماتها تجاه المواطن من قبل وخلال خمس حكومات على الاقل ورفعت الاسعار بلا ضوابط .
لم يبق لحم يضغط ولا ماء يعصر ولا جسد يصبر ولا حكمة تسمع ولا جيب ينهب ولا مخدر يؤثر. فقد بلغ السيل الزبى, فهل من مترجم للغة الشعب لتفهمها الحكومات ولتبسيط المسألة وفهمها ؟!!!!
والغريب انه في الوقت الذي تعمل الحكومات جاهدة وبكل وسيلة لتحرير الاسعار عملت وتعمل على تسعير الحريات بمعنى تقييد الاراء والافكار والاحرارواعتقالهم ومطاردتهم والتضييق عليهم .
لقد لجأ كاتب المقال لهذا الاسلوب الملتوي في المقال لعل الرقيب الصديق يبعد ممحاته و قلمه ولئلا يطرد الاشارة البسيطة المتضمنة في المقال او يطرد المقال نفسه في زمن الحرية التي سقفها السماء , ولست متأكدا ايتسع صدره لنسمة بسيطةعليلة ام لا ؟
واخيـــرا هل تسمع الحكومة ومن معها صوت اجراس الانذار (رفع الاسعار) هل تسمعون ام ان الصوت لا زال منخفضا
وهل اسمعت كلماتي من به صمــــــــم؟كما قال المتنبي
تابعو الأردن 24 على google news