عشاق حكم العسكر
جو 24 :
موقف بعض دعاة التقدمية والحرية مما جرى في تركيا، وتأييدهم لمحاولة الانقلاب الفاشلة، يعبّر عن تناقض سافر بين ما يطرحونه من مبادئ في شعاراتهم البراقة، وبين مواقفهم الفعلية، التي يترجمونها على أرض الواقع بخبث انتهازيّ.
رئيس منتخب، يحاول ثلة من العسكر الانقلاب عليه والغاء الدستور الذي اختاره الشعب عبر ممثليه، فكيف تفسر ايها التقدمي تأييدك لهذا العبث المدمر؟
عشاق حكم العسكر سيكونون اخطر من كل الانظمة القائمة على هذا الكوكب في حال وصولهم الى السلطة، فإذا كانوا الآن وهم في موقف ضعيف، ينقلبون على أفكارهم ومبادئهم بتأييد الدكتاتورية، فكيف سيكون الحال اذا وصلوا الى سدّة الحكم؟
قد تؤيد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان او تختلف معه.. وقد تعاديه ايديولوجيا وسياسيا وتعارضه بكل الوسائل المشروعة، كل هذا امر طبيعي، ولكن ان تنحاز ضد الديمقراطية في ذات الوقت الذي تنادي فيه للحرية ولسلطة الشعب، فهذا ما يثير الغرابة و.....
لكن من حسن الحظ أن ليس كل معتنقي الافكار التقدمية واليسارية اتخذوا ذات الموقف الانتهازي، فكثير منهم انتقدوا انحياز البعض الى الانقلابيين والتهليل لدكتاتورية العسكر.
على كل من ينادي بالمبادئ والقيم احترامها واحترام ذاته، فوجود خصوم سياسيين او عقائديين لا يبرر الانسلاخ عن الافكار التي تطرح عبر شعارات براقة، فلديك الشارع ولديك صناديق الاقتراع، "شمّر" عن ساعديك واعمل! انشط في الحقل العام وعبر عن مطالب الناس لتكون لك الفرصة في بلوغ الحكم، عوضا عن انتهاز محاولات الانقلابيين!!