هل تشرب الخارجية حليب السباع ؟
جو 24 :
كشفت منظمة "أوكسفام" الدولية في تقرير أصدرته، الاثنين، أن أغنى 6 دول في العالم، والتي تمثل أكثر من نصف الاقتصاد العالمي، تستضيف أقل من 9 بالمئة من اللاجئين المتواجدين حول العالم، في حين أن البلدان والمناطق الأكثر فقراً تتحمل الجانب الأكبر من المسؤولية.
وأشار التقرير إلى أن كلا من الولايات المتحدة والصين واليابان وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة مجتمعة استضافت 2.1 مليون لاجئ وطالب لجوء في العام الماضي، أي ما نسبته 8.9 في المئة فقط من إجمالي للاجئين والنازحين في العالم.
ولا يخفى على أحد أن معظم الدول المذكورة لم تكفّ أياديها لحظة عن منطقة الشرق الأوسط، الذي يغرق في دوامة دم نتيجة مثل هذه التدخلات. ولا يكاد يمضي يوم الا وتسمع تصريحا يطالب بفرض ما يحقق مصالح دولة ما في المنطقة.
احتقار سافر لكل المبادئ الأخلاقية، أن تتنصل هذه الدول "الكبرى" من مسؤوليّة ما تسبّبت به من كوارث، وتلقي بالاعباء على الدول الفقيرة، كالاردن مثلا.
ليس المقصود ان على الاردن التخلي عن اشقائنا اللاجئين، ولكن لا يحق لاية دولة التبجح بمطالبة الاردن باستقبال المزيد من اللاجئين السوريين، في الوقت الذي تتركهم فيه للموت على شواطئها.
اذا كانت "الحضارة" الغربية ترفض استقبال "الآخر" الذي دمرت بلاده، فعلى الاقل عليها تحمل الاعباء المالية التي لا يستطيع الاردن تحملها.
ما ذكر بديهي ومطلب يعلمه كل المواطنين، ولكن ما يثير السخط هي طريقة الاستعلاء التي تمارس بها الدول "المانحة" وجاباتها، حيث لا تتوقف عن فرض الشروط على الاردن مقابل الفتات.
المطلوب اتّخاذ موقف صارم من هذه الدول المتبجحة. السوريون اخوتنا ومكانهم بيننا، ولكن نحن نتحمل اخطاء هذه الدول، فلا يحق لها التبجح بمساعداتها الشحيحة، كما لا يحق لها فرض شروط سياسية.
نأمل أن تكون وزارة الخارجية قادرة على اتّخاذ مثل هذا الموقف، وعدم السماح لاي عنصري يرفض "الاخر" بفرض شروط سياسية على الاردن.