توظيفات سياسية لصورة الملك
لا يترك المرشحون للانتخابات النيابية، وسيلة لجمع الاصوات الا ويستعملونها، وآخر التكنيكات إخراج صورهم مع الملك من الألبومات، وطبعها، وتكبيرها، في سياق الايحاء انهم يتلقون دعما من الديوان الملكي.
هناك عشرات الاف المواطنين لهم صور مع الملك في مناسبات عديدة، واغلب هؤلاء يحتفظون بها، او يضعونها في بيوتهم او مكاتبهم بشكل طبيعي، لكننا نتحدث هنا عن فئة المرشحين للانتخابات الذين تذكروا البوماتهم، واخرجوا صورا منها، لغايات توظيفها في الحملات الدعائية، في رسائل غير مباشرة، انهم خيار شخصي للملك، او انهم يتلقون دعما خاصا، وكأنهم يقولون للناس، ان عليهم ان يصوتوا، لانهم سوف يفوزون في كل الاحوال.
هذه ايحاءات يجب لجمها، وكأنها تقول ايضا ان بقية المرشحين، معادون او معارضون من نوع خاص، فلماذا يتم توظيف هذه الصورة، بهذه الطريقة، وقد شهدنا سابقا، توظيفات تجارية للصورة عبر رفعها على المحلات التجارية بطريقة دعائية، او طريقة تحمل اشارات محددة، ما ادى الى تجريم هذه التوظيفات التجارية، واعتبارها مخالفة للقانون، وها نحن امام توظيفات سياسية.
في مراحل سابقة، كنا نسمع عن مرشحين يطلقون اشاعات عن تنسيقهم مع جهات محددة في الدولة، وانهم حصلوا على مباركة للترشح.
هذه الانتخابات حساسة جدا، فالاقبال سيكون منخفضا جدا، والناس غير مهتمين ابدا، والاتجاهات السياسية مثل التيار الاسلامي، تعلن وجود مضايقات، فيما المرشحون من دون اتجاهات سياسية محددة، يلعبون لعبة الايحاءات، عبر توظيفات محددة، يراد من خلالها ايضا ارسال رسائل للقواعد، التي قد ينطلي على بعض من فيها، هكذا اشارات.
توظيف صورة الملك في الانتخابات، عبر نشر صور للمرشح مع الملك، مصافحا، في مناسبة عامة، في دلالة تمس اولئك الذين ترشحوا ولم يلتقوا الملك، وكأنه يتم الغمز من قناتهم بهذه الطريقة، ولابد من اتخاذ قرارات تمنع توظيف الصورة بهذه الطريقة.
هذا نمط لايختلف فعليا، عن شراء الاصوات، او الترغيب، او الترهيب، او توزيع المساعدات، وغير ذلك من وسائل، فما زالت اكثرية المرشحين تتعامل مع الناس، باعتبارهم قابلين للخداع والتلاعب، بأي وسيلة كانت، وكل هذا يصب في اطار جرح العملية الانتخابية مسبقا، ومنذ هذه الايام.