jo24_banner
jo24_banner

دينيماكيّة الملقي وحجر الفلاسفة

دينيماكيّة الملقي وحجر الفلاسفة
جو 24 :
تامر خرمه- منذ تسلّمه مفاتيح "الولاية العامّة"، وتموضعه على سدّة الدوّار الرابع، اعتزم رئيس الوزراء، د. هاني الملقي، لفت الانتباه، والتمركز تحت الأضواء بكلّ ما أوتي من حضور. الرجل أدرك كلمة السرّ التي يحتاجها لتحقيق هذا المراد، فهبط من أدراج البيروقراطيّة، وكسر الدائرة المغلقة، التي سيّج بها سلفة كرسيّ الرئاسة، ونزل بكلّ حماسة إلى الميدان.

دينيماكيّة منقطعة النظير.. جولات حماسيّة، وتفقّدات شبه يوميّة لمختلف الدوائر والمؤسّسات. لفتات واعدة، رسمت ملامح شخصيّة الرجل، الذي تصدّرت تصريحاته، وإيعازاته، ووعوده، عناوين الصحف ومختلف وسائل الإعلام. كلّ هذا جميل، بل يأمل المرء أن يكون الرئيس قدوة لفريقه، فيشجّع بسلوكه أعضاء هذا الفريق المتأهّب لخوض المرحلة المقبلة، للنزول إلى الشارع. الحماسة مطلوبة، ولكن..

الإيعازات والتعهّدات لا تروي ظمأ الناس، الذين ولجوا -بشكل شبه أبديّ- بوّابة السأم، وأغلقوا الباب في وجه الأمل، ورقدوا إلى سبات الكهف. فالمعدة الخاوية لا تشجّع على مغادرة مخدع القنوط. وبالمناسبة، ليس الإصلاح السياسي هو الأولويّة، ولا نجاح الانتخابات النيابيّة، ولا تحسين جودة الخدمات الرسميّة، ولا حتّى بناء دور للمسنّين، فعلى الأهميّة العالية لكلّ هذا، تبقى "البحبحة"، والإيقاع الجميل لصوت الدراهم وهي "تخرخش" في الجيوب، الحلم الأجمل لكلّ محتاج.

تحسين أوضاع الناس المعيشيّة هي أكثر ما نحتاجه في هذه المرحلة، "وعلى فكرة" بهذا فقط تستطيع اجتثاث نزعة الميول الأرعن إلى ظاهرة "داعش". فلو كان الفقر رجلا لن يكون قتله كافياً، فهذا لن يشفي غليل من اكتوى بسعير الحرمان. حتّى الكرامة -القيمة الأعظم لحماية الذات- يمكن للجوع هدرها تحت أقدام القبح!

الدفء الذي تخلقه الحماسة بتوقّدها، والأمل الذي تداعبه الوعود البرّاقة، ومحاولة النخب فهم ما يدور حقّاً على أرض الواقع، هي المفاتيح الرئيسة لإيقاظ الناس من سبات اليأس، أو انتشال الشباب من "فرانكشتاين" الغضب، لكن "سماءك ممطرة وطريقك مسدود"، فملامح المرحلة المقبلة لا تبشّر بالخير. صندوق الاستثمار هو بوصلة التطوّرات الاقتصاديّة المرتقبة، ما يعني أن الخير لن يعمّ، بل سيكون حكراً على من ولدوا وفي أفواههم ملاعق ذهبيّة.

وزير الدولة لشؤون الاعلام، د. محمد المومني، أعلنها صراحة، وحسم بأن الدولة عاجزة عن تحقيق الطامحين بارتفاع رواتبهم، أو الحصول على وظائف لائقة، فعلى ما يبدو يستحيل على العاملين في دوائر صنع القرار الاقتراب من أموال الأغنياء، أو المساس بأرباح المستثمر الأجنبي، أو حتّى ترشيد النفقات، أو حرمان مسؤول من الاستمتاع بسيّارة جديدة، أو (.........). 

على كلّ حال، يعلم الناس أن مهمّة الحكومات ستبقى ذاتها على الدوام، وهي تحويل عرقهم إلى أوراق نقد جديدة في جيوب الأغنياء، كما يحوّل حجر الفلاسفة المعدن إلى ذهب!







 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير