البطالة والمستقبل المرعب
جو 24 :
بلغ معدل البطالة في المملكة خلال الربع الثاني من العام الحالي نسبة 14.7 بالمائة، مرتفعاً بمقدار 2.8 نقطة عن الفترة ذاتها من العام الماضي.
الغريب أن 50 بالمائة من إجمالي المتعطلين هم من حملة الشهادة الثانوية فأعلى، وفقاً لتقرير مسح العمالة والبطالة الصادر عن دائرة الاحصاءات العامة.
تصوّر العدد المرتفع للشباب الذين تلقي بهم البطالة إلى الشارع، وما الذي يمكن أن يحدث بعد مصادرة أحلامهم وفرصهم ببناء حياة كريمة!
الأرقام المتعلّقة بنسب الجريمة التي تواصل الارتفاع عاما تلو الآخر، قد تجيب على هذا التساؤل. في نهاية الأمر إنّنا أمام حالة مرعبة، تستوجب أقصى درجات القلق.
الانعكاسات الاجتماعيّة الخطيرة لتدهور الأوضاع الاقتصاديّة، تستوجب معالجة جذريّة، والتوقّف الفوري عن تطبيق السياسات التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه.
الخصخصة والانحياز الأعمى لمصالح المستثمر الأجنبي، والبحث الدائم عن حلول سريعة، كرفع الأسعار وفرض المزيد من الضرائب على الفقراء، دون التفكير بالاقتراب من مصالح الأغنياء، كلّ هذا فاقم المعضلة، ولم يقد سوى إلى طريق مسدود.
جرّبت الحكومات المتعاقبة منذ عهد علي أبو الراغب كلّ هذه السياسات، فماذا كانت النتيجة؟ ارتفاع جنونيّ للعجز والمديونيّة، وتصاعد مرعب لمعدّلات الجريمة.
ترى ألا يشير كلّ هذا إلى فشل السياسات الاقتصاديّة الرسميّة؟ ألم يأت أوان عقل الرشد لفرض كلمته الحسم؟ أم هل ينتظر صنّاع القرار أن يصل الناس إلى نقطة اللاعودة!!