عندما ينهار السقف على رأس الفقير
جو 24 :
أصيب مواطن سبعيني الأحد بجروح وكسور خطرة اثر انهيار سقف منزله الكائن في منطقة حي الحسين في لواء الرصيفة، وفقا لما نشرته صحيفة الرأي.
ليست هذه المرّة الأولى التي ينهار فيها سقف أحد المنازل على ساكنيه، فكثيرا ما تكرّرت مثل هذه الحالات المؤسفة.
عندما يصل الفقر إلى هذه الدرجة الخطيرة، التي يكون فيها المواطن عاجزاً عن إصلاح سقف منزل قد ينهار عليه في أيّة لحظة، تدرك إلى أين وصل البؤس بفقراء الوطن.
الكلّ يتحمّل مسؤوليّة مثل هذه الحوادث، فالدولة ينبغي ألاّ تترك رعاياها في مهبّ العوز والفاقة، كما أن الناس الذين تخلّوا عن القيم والعادات النبيلة مسؤولون أمام يقظة الضمير.
قديما كان يستحيل أن تسمع مثل هذه الأنباء، فالمجتمع كان حقّاً كالبنيان المرصوص. ولكن اليوم، بعد أن استبدلنا القيم البرجوازية والأنانية التي يفرضها النظام الرأسمالي، بمبادئنا وأخلاقنا، أصبحنا كجثة باردة، لا تحرّكها أنّات إنسان أو أوجاع محروم.
أمّا الدولة التي انصرفت إلى إبرام شتّى ألوان الصفقات مع المستثمر الأجنبي، وأمعنت في تطبيق السياسات النيوليبرالية، فإنّها تقود المجتمع إلى مسخ لم يكن متخيّلا في أّي وقت مضى.
انسحاب الدولة وتخلّيها عن مسؤوليّاتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة كارثة بكلّ ما للكلمة من معنى، ولا يقف الأمر عند حدود انهيار سقف أحد الفقراء، بل يتجاوزه إلى تفشّي الجريمة الناجمة عن الحرمان، وسلب المجتمع أمنه واستقراره، اللذين طالما تغنّينا بهما.
هل حقّاً يعتقد صنّاع القرار، أن الأمن والاستقرار يمكن ضمانهما في ظلّ العوز وإلحاح الحاجة؟ وما الذي يمكن أن يحدث للأثرياء الذين يحتكرون السلطة والثروة في حال هيمنت الفوضى على المجتمع؟ هل حقّاً يظنّون أنّهم في مأمن من السيناريوهات المحتملة؟
تابعو الأردن 24 على 
