jo24_banner
jo24_banner

مراقبون يروننا من حيث لا نراهم.. المسلماني يتحدّى الملل

مراقبون يروننا من حيث لا نراهم.. المسلماني يتحدّى الملل
جو 24 :
كثيرة هي المفردات التي تستخدم في لغة الصحافة دون أن يدرك كاتبها، أحياناً، ماذا تعني. ومن اللافت الطريقة التي يحاول عبرها البعض اثبات وجهة نظر ما، بصرف النظرف عن علاقتها بمنطق الأمور، من خلال استخدام مفردات معيّنة.

 
ومن الأمثلة على الكلمات ذات التأثير "السحري": مصادر مطلعة، أو مصادر واسعة الاطّلاع، أو عليمة. عندما يستخدم الكاتب مثل هذه العبارات يفترض أنّه جاء بالبرهان القاطع على صحّة معلومته. ولكن المفردة الأكثر "سحرا" هي كلمة "مراقبون".

"المراقبون" الذين يرونك من حيث لا تراهم، ويقيّمون المشهد، يعلمون كلّ شيء، ولكن من هم يا ترى؟! مثلا يعتقد "مراقبون" أن المرشح للانتخابات النيابية المقبلة، أمجد المسلماني، هو الأوفر حظّاً للفوز في الدائرة الثالثة، دائرة الحيتان، وفقا لمكتبه الإعلامي!!

هؤلاء "المراقبون السريّون" لا يعلمهم إلا مكتب المسلماني الإعلامي، ولكنّهم "يراقبون" و"يعلمون" أنّه سيتقدّم على كلّ منافسيه، وسيفرض اسمه على كافّة الأسماء الوازنة، التي يتمتّع أصحابها بشعبيّة واسعة وتاريخ سياسي طويل، كالمهندس خالد رمضان، وصالح العرموطي، وأحمد الصفدي، وممدوح العبادي.. والقائمة تطول بأسماء يعتقد صاحبنا أن لديه فرصة أمامها!

صحيح أن الرجل ضليع في "بزنس" السياحة والسفر، ولكن هل هذه الخبرة هي ما دفعت "مراقبيه" إلى الاعتقاد بأنّه "الأوفر حظّاً" بالوصول إلى السلطة التشريعيّة؟ أو ربّما "إنجازاته" العظيمة تحت قبّة البرلمان السابق هي ما حملتهم على هذا الاعتقاد!

على عكس الانتخابات السابقة، والتي قاطعها كثيرون، تدفع رجالات السياسة والأسماء الوازنة بكلّ ثقلها للوصول إلى المجلس النيابي، وتقود تحالفات واسعة، تستند إلى برامج سياسيّة حقيقيّة، تغني ما يمتلكون من تصوّر ورؤية لولوج المرحلة المقبلة، في ظلّ إقليم مثقل بالتناقضات والصراعات، فالمعركة الانتخابيّة المقبلة لن تكون نزهة أو رحلة ترفيهيّة.

و"المراقبون" يدركون جيّداً هذه المسألة، إلاّ إذا كانت "التيليسكوبات" من "ماركة" تجاريّة سيّئة.

من حقّ المكتب الإعلامي لأي مرشّح تلميعه كما يشاء، فهذا حقّ طبيعيّ، ولكن المبالغة والتضخيم لن يقودا سوى إلى نتائج قد تكون طريفة. أصحاب الباع الطويل في العمل السياسي والنضالي يدركون صعوبة المعركة الانتخابيّة في دائرة الحيتان، حتّى أكثر الأسماء وقعا على أذن السامع، لم يتباها أصحابها بحظّهم "الوافر"، يعملون بصمت، ويخوضون التحالفات وفق أسس بنيت بعناية.

أمّا صاحبنا، الذي يواصل عقد الاجتماعات في جبل عمان لإقناع الناس بانتخابه، فلا يعلم إلاّ الله شيئا عن برنامجه الانتخابي، أو رؤيته السياسيّة، أو "التاريخ" السياسي والنضالي، الذي بناه كغيره من المرشّحين!

على أيّة حال، مادام المكتب الإعلامي للمسلماني يمتلك "مراقبين" يروننا من حيث لا نراهم، فلا ننكر عليه حقّ الأمل والحلم، فالأحلام هي الطريق إلى النجاح، أو إلى الصدمة، لا فرق! ففي ظلّ حالة الملل التي نعيشها، يكون الحلم هو النافذة الوحيدة للتنفّس، أو للتسلية على أقلّ تقدير.

 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير