الفوضى والفلافل
جو 24 :
تناقلت وسائل إعلام أنباء تفيد بأن ممثل غرفة تجارة الاردن في اللجنة المشكلة لتحديد لائحة الاسعار، هدد امس الاثنين بـ «ثورة» ضد الحكومة و«فوضى» في الشارع، في حال عدم زيادة اسعار «الحمص والفول والفلافل» بنسبة 25 بالمائة.
ورغم الدراسة التي أعدتها وزارة الصناعة والتجارة والتموين وجمعية حماية المستهلك، والتي تبيّن ان المواد الاولية في صناعة الحمص والفول والفلافل انخفضت عالميا، إلا أن صاحبنا الذي يملك هو وأقرباؤه 60 مطعما، مصر على رفع الاسعار، وفقا لما تمّ نشره.
بداية، من يهدد بفوضى تزعزع أمن واستقرار البلاد في هذه المرحلة الحرجة التي تعصف بالاقليم، تنبغي محاسبته على ما يصدر عنه من كلام غير مسؤول، هذا قبل أي شيء آخر، في حال صحّت الأنباء المنشورة.
ثم إن الحمص، والفول، والفلافل، هو آخر ما تبقى من طعام الفقراء، وأسعارها مناسبة للبائع والمستهلك على حدّ سواء، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الاقبال الكبير على هذه السلع.
وإذا صحّت هذه الأنباء، يمكن فهم الرغبة الجامحة بتكديس المزيد من الارباح، ومراكمة الثروات، ولكن ينبغي أن تقترن هذه الرغبة بمبرّر منطقيّ، وسبل مشروعة، وليس التهديد بالفوضى في حال رفض تلبية ما تمليه النزوات.
واذا كان صاحبنا يملك 60 مطعما فهذا لا يجعل منه "امبراطور" العصر، الذي يملك فرض شروطه على الدولة وعلى الشعب وفقا لأهوائه. ما صدر عن الرجل -في حال كان صحيحا- لا ينبغي أن يمرّ مرور الكرام بأي حال من الأحوال.