jo24_banner
jo24_banner

مهرجان المسرح الأردني التاسع عشر يواصل فعالياته

مهرجان المسرح الأردني التاسع عشر يواصل فعالياته
جو 24 : قدم المخرج محمد الضمور، على مسرح هاني صنوبر، في المركز الثقافي الملكي، وضمن فعاليات مهرجان المسرح الأردني التاسع عشر مسرحية «في الانتظار» من تأليف هزاع البراري.
رصدت المسرحية حال ظاهرة ثورات الربيع العربي في الوقت الحالي؛ من الخلاف والتنافر، الوالغين فيما بين القوى التي تقودها، وفي ذات الوقت أشرت نهاية الأحداث فيها إلى أن ما يقربها هو أقوى بكثير مما يباعدها، وبخاصة إذا استطاع كل طرف أن يتعرف على الآخر، بدلا من توجيه التهم لبعضها البعض، أو بتكفير الآخر، وغير ذلك من الأساليب التي تؤدي إلى نشوء العنف، وبالتالي إلى ذهاب مقدرات شعوبها، وأنه ليست هناك منطقة عربية بمنأى، عن هذه الظاهرة.
كما وأظهرت العلامات السمعية والبصرية العرض، فرجةً احتفالية مسرحية ساخرة، ترصد حال المواطن العربي، المهمش عن المشاركة الاجتماعية والسياسية، من قبل السلطات السائدة وخصوصا ذلك المواطن الذي ينتمي إلى الشرائح الفقيرة، وما آلت إليه أحواله نتيجة الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية المحيطة به، والتي تتشظى جهوده فيها، أثناء تحقيق طموحه بحياة كريمة، لجهة إيجاد فرص العمل، والتمتع بحياة ديمقراطية حقيقية.
وتناولت مسرحية «إلى اشعار آخر»، موضوعات انتهاك حقوق الإنسان، وانعدام فرص العمل لدى الشرائح الفقيرة في المجتمع، واصدار القوانين المتلاحقة بلغة مسرحية قوامها جماليات أداء الممثل أساسا.
اشتغل مخرج المسرحية د. مخلد الزيودي على توصيل فكرة النص الأدبي على إيصال مدى النكوص اللا أخلاقي، في مسألة حرية التعبير، من خلال رؤية بصرية وسمعية جماعية شارك فيها التقنيين على المستوى البصري والسمعي.
البناء السطحي لنص العرض، مكتظ جدا بالقصص والحكايات، مشحون بالإنفعالات وفق تقنية المدرسة النفسية، وفق تقنية درامية هامة ألا وهي التشويق، نحو دفع ولفت انتباه المشاهد إلى الأمام، لمعرفة إلى ما ستؤول إليه النهايات، لكن الأسئلة تظل تضيء عتمة وقتامة فضآت الشخوص.
بينما لعب تصميم أزباء الملابس أيضا، في إثراء الزخم التعبيري لجماليات العرض، فعند لقاء اللصين اللذين يحملان حقيبة ممتلئة بعد الانهاء من عملهما، يضطران لمجاراة شخص جسده محمد الابراهيمي، (لص الحقائب)، يسلبهما هذه الحقيبة، ومن ثم يعيدها لهم في ظروف غامضة وغير مفهومة، وبخاصة بعد أن يكتشفا بأنه مختلا نفسيا، فيطاوعانه، في تقديم الشخوص، التي أثرت في حياته وصدمته عميقا، للدرجة معها وصل لحافة الجنون، من خلال حضور شخصيات الأطباء، والطهاة، والأب، والأم، ورجال التحقيق الأمني، وليكتشف المشاهد أن البحث الدائم للص الحقائبن في المحطات بين المسافرين وحقائبه، ما هو إلا بحث عن احلامه الصغيرة (زوجة، فرصة عمل، مأوى..).
تابعو الأردن 24 على google news