امانة عمان.. اداء يخلط الاوراق
جو 24 :
أمانة عمان مازالت ماضية في تجاهل اولويات عملها، كايجاد حل لمعضلة النقل، التي تجبر المواطن على اهدار ساعات طويلة ليصل الى مسافة تبعد بضعة كيلومترات، وانهاء ظاهرة الاختناق المروري، وتوسعة الشوارع، وايجاد حلول جذرية لمشكلة البنية التحتية، كي لا تغرق العاصمة كل شتاء، وانهاء مشكلة اهالي المناطق التي لا توجد بها بنية تحتية اساسا، وغير هذا من خدمات يفترض ان تقدمها الامانة لدافعي الضرائب.
بعيدا عن هذه الاولويات التي تعدّ اساس وجوهر عمل أية بلدية، تهدر امانة العاصمة الاموال على مشاريع لا صلة لها بحاجات الناس الاساسية، كبناء قاعات متعددة الاغراض، للافراح والاتراح، او اهداء نوادي رياضية بعينها ملاعب رياضية، او اقامة المهرجانات التي تفتقر لدرجات التنظيم المطلوبة، كمهرجان جرش، وصيف عمان، وغيرهما.
الغريب ما ورد في تصريحات نائب امين عمان، حازم النعيمات، لجو24 عندما توجهنا اليه بسؤال حول هذا الخلط للاوراق الذي قلب الاولويات رأسا على عقب. الرجل كشف في تصريحاته ان الامانة كانت تقوم بصرف مبالغ نقدية لرؤساء اللجان كدعم لابناء المناطق التابعة لها، وانها ارتأت في الفترة الاخيرة اقامة صالات متعددة الاغراض لخدمة المواطنين مجانا للافراح والعزاء والاجتماعات العامة.
بداية على اي اساس يتم تنفيع بعض ابناء المناطق التابعة لرؤساء لجان يعملون على اطالة اعمارهم في مناصبهم، وما هي الاسس والمعايير التي كانت تصرف وفقها اموال دافع الضرائب؟ ومن قال ان الخدمة المطلوبة من امانة عمان هي اقامة القاعات،على حساب مطالب اكثر اهمية وجوهرية مازال الناس بانتظار تحقيقها؟
صحيح ان كل ما فعله النعيمات هو تزويدنا بتصريحاته التي لا تعني تحمله لمسؤولية الرؤية التي يصر امين عمان، عقل بلتاجي، على فرضها رغم مجافاتها منطق الامور، ولكن نحن نحاكم هنا اداء امانة العاصمة، التي مازالت عاجزة عن بناء حدائق، بالمعنى اللائق بالكلمة، وذهبت الى محاولة "التنفيس" عن الناس عبر بناء قاعات مغلقة، لا تقع ضمن حدود الحاجات الملحة.
اما حكاية وهب ناديين رياضيين ملاعب دون غيرهما من النوادي، فهذا يعكس غياب العدالة عن اداء امانة العاصمة، اذا كنت تريد اهداء الملاعب لتشجيع الرياضة، فعليك فعل ذلك مع الجميع، بعيدا عن نظرة "الخيار والفقوس". والغريب كيف يغيب عن ذهن الامانة اقامة ملاعب عامة، يمكن لاي مواطن الاستفادة منها، عوضا عن جعلها حكرا على المنتسبين لنوادي معينة؟
مبررات امانة عمان لا تسمن ولا تغني من جوع، بل كان العذر أكثر فداحة من الاداء ذاته. وعودة على ذي بدء، عند الفراغ من حل المشاكل الملحة وتقديم الخدمات التي يفترض بالبلديات توفيرها، عندها فقط يمكنك التفكير باقامة الكرنفالات وعروض الاوبرا وحفلات الكورال وغيرها، وذلك عند توفر الفائض المالي. أما الشكوى المستمر من العجز في مواجهة المطالب الاساسية، فهي ما لا يمكن ان ينسجم مع مثل هذا الاداء!
تابعو الأردن 24 على 
