jo24_banner
jo24_banner

الجرأة على دماء الفلسطينيين

ماهر أبو طير
جو 24 : غزة من جديد تحت القصف،وكأن دم الغزيين مكتوب عليه ان يتم سفكه،طوال ستين عاما،وحلقة غزة لا تختلف عن حلقة الضفة الغربية،ومارأيناه في كل فلسطين،خلال سنين الاحتلال.

لاتدري الى متى ستبقى هذه اللعنة على دم الفلسطينين،هي ذات اللعنة التي تلاحقهم في اماكن اخرى،يتم فيها سفك دمهم،وهاهو مخيم اليرموك في سورية،تحت الذبح،تارة من قذائف نظام الاسد،وتارة من الهاربين اليه من افراد الجيش الحر،ومابينهما من فصائل تجر الفلسطينيين الى المذبحة اجلا ام عاجلا،لقاء اجر معلوم؟!.

هي لعنة الاحتلال،التي تتوالى فصولها في ذات فلسطين،وفي بعض المغتربات والمهاجر،والجرأة على الدم الفلسطيني،مرتفعة،وقد رأينا سابقا في لبنان كيف يتم هدم مخيم بأكمله وتشريد من فيه،اطفالا ورجالا ونساء،مجموعهم يفوق الخمسة عشر الف فلسطيني،من اجل ثلاثين مقاتلا من فتح الاسلام؟!.

هي الجرأة على دماء الفلسطينيين،لان الاحتلال سفك الدم اولا،ولان لااحد يوقف سفك الدم على يد الاسرائيليين،او على يد انظمة عربية مغامرة،ونرى ذات المفارقة،في العراق اذ تم سفك دم الفلسطينيين على يد النظام العراقي الجديد،وتهجيرهم من المدن العراقية،في نكبات جديدة،عنوانها التشاطر على هؤلاء،فلا احد يدافع عنهم،ولادية لهم،ولانظام يحاسب من يعتدي عليهم،ولاكلفة لهذا الدم.

هذا مشهد يساوي بين الاحتلال وبعض العواصم العربية التي تمارس ذات افعال الاحتلال،وفقا لمضمون يقول ان لاثمن للفلسطيني،ولاكلفة لدمه،ولااب يسأل عن قاتله.

الاحتلال احيانا ارحم من الشقيق،فالاحتلال قتل الفا من الغزيين في ثلاثة اسابيع عام 2008،وفي بيروت تم هدم مئات البيوت،وتشريد خمسة عشر الف فلسطيني وقتل المئات في اقل من ثلاثة اسابيع.

هي الشراكة اذن.مضمونها يقوم على الجرأة واعتبار ان هذا الدم رخيص،وهذا ظن آثم،لان الذاكرة لاتنسى،ولان موروث هتك دماء الفلسطينيين على يد الاحتلال،وعواصم المرجلة عليهم،موروث حاضر،عنوانه المؤسف ان الكل يذبح،والكل يقتل،والكل يركل الضحية ليتأكد من خروج روحها،ولان روحها مازالت حية،فإن الضربات ستبقى حتى اشعار اخر.

باستثناء مناخات عربية رائقة وطاهرة ومعروفة في الذاكرة،حظي في بعض مداراتها الفلسطيني بحماية الشقيق،وعطف الشريك،ووهب دمه وروحه لاجل فلسطين،كما في حكايات شهداء الجيش الاردني في فلسطين،فإن نماذج اخرى من بيروت الى دمشق الى بغداد،ومعها طرد الرئيس الهالك ذات يوم لالاف الفلسطينيين في ليبيا،الى الحدود الصحراوية،باعتبارهم جذام جماهيريته الهالكة ايضا،تقول ان الدم بات قدره ان يسيل ويسيل.

لكم الله في غزة،فالقتل ليس جديدا،والقتلة في كل مكان،والفلسطيني ليس جذاما،وان رأته العيون الرمداء هكذا،ووعده بالنصر مكفول من الله.


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news