jo24_banner
jo24_banner

إسرائيل لم تتغير فهل تغير العرب في ظل ربيعهم؟

طاهر العدوان
جو 24 : يتركز اهتمام المراقبين على ردود الفعل العربية على العدوان الاسرائيلي المستمر على غزة ، وذلك لقياس مدى التغيير على مواقف العواصم منه خاصة القاهرة وباقي الانظمة الجديدة التي جاء بها الربيع العربي . اسرائيل لم تتغير في سياسة الحصار والقتل والتدمير والعمليات الإرهابية بملاحقة الزعماء الفلسطينيين واغتيالهم بالطائرات . الولايات المتحدة لم تتغير أيضاً في مساندتها لجرائم الاحتلال وممارسة دور الشريك لإسرائيل في اعتداءاتها وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية .
العرب تغيروا في ظل التحولات التاريخية للربيع العربي ، ويأتي العدوان على غزة لاختبار هذا التغيير . ويمكن رصد التحولات التالية في الموقف العربي : ١- في مصر تم استدعاء السفير المصري من تل أبيب و صاحب ذلك الاعلان عن فتح المعبر الحدودي مع غزة بشكل دائم ، ثم قيام وفد مصري برئاسة رئيس الوزراء هشام قنديل بزيارة الى القطاع يوم الجمعة ووسط استمرار القصف الاسرائيلي للتعبير عن دعم القاهرة لقطاع غزة .
٢- الاجتماع العاجل لوزراء الخارجية العرب ( عقد السبت ) وخرجت منه أصوات تطلب تغيير الموقف العربي من مسألة الاحتلال ومراجعة المبادرة العربية ، والمطالبة بضرورة رفض الوضع الذي وصلت اليه ما تسمى بعملية السلام حيث لم يتحقق اي سلام فيما بقيت ( العملية ) التي يستغلها حكام تل أبيب كستار لتهويد الضفة الغربية والقدس وأحكام الحصارات والمعتقلات والسجون على الشعب الفلسطيني .
٣- الاستعداد لإرسال وفد وزاري عربي لزيارة القطاع لإعلان وقوف العرب مع الفلسطينيين في صمودهم امام العدوان ومواجهة جرائم الاحتلال ، وكان وزير الخارجية التونسي قد زار القطاع لنفس الغاية قبل اجتماع مجلس وزراء الجامعة .
كل هذه الخطوات والإجراءات المصرية والعربية تمثل دعما معنويا وسياسيا لشعب محاصر من البر والبحر والجو ، شعب يقتل أبناؤه بدم بارد بأحدث انواع الاسلحة الامريكية ، شعب لا يملك غير صواريخ بدائية يتم تصنيعها في ورش الحدادة للرد على عدو يريد ان يحوله الى مجرد اهداف للتمرين الحربي وتجربة القبة الحديدية وغيرها من أسلحة الفتك والدمار .
هذه الخطوات لا تكفي ، ولا يكفي إرسال بعض المعونات العاجلة التي لا تلبث ان تتوقف عندما يتوقف العدوان . هذا الدعم العربي يبدو هزيلا ومن العيب الحديث عنه في ميزان ما هو مطلوب من العرب تجاه قضية يتشدقون ليلا نهارا بالقول انها قضية العرب المركزية وأنها من يقرر مصير الاستقرار في الشرق الاوسط . وأخيرا هذا الدعم اقل بكثير مما تتوقعه الشعوب العربية من أنظمة الربيع العربي ومن المناخات الجديدة في المنطقة .
ليس المطلوب شن حرب جديدة مع اسرائيل ، عدا ان هذا غير ممكن في وضع دول تعيد بناء قوتها . المطلوب هو اقصى استخدام للقوة السياسية والاقتصادية العربية لدفع المجتمع الدولي وفي مقدمته أميركا والاتحاد الاوروبي من اجل تبني سياسة متوازنة تتماشى مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية تجاه اقدم نضال شعبي في العالم ، وهو نضال الشعب الفلسطيني من اجل الحرية والعودة وحق تقرير المصير .
وأخيرا اذا كانت الانظمة صادقة بقولها بان قضية فلسطين قضيتها الاولى ، وأنها من يقرر الامن والسلام في المنطقة. فمن ابسط البديهيات ان يدفعها ذلك الى اعادة احياء ميثاق الدفاع العربي المشتركة ، وإعادة بناء استراتيجية عربية عسكرية موحدة ، هدفها منع العربدة الاسرائيلية ووضع حد لاستهتارها واغتصابها للارض والمقدسات ، وتعديلاتها المستمرة على الامن والاستقرار في المنطقة ...قوة عربية لامة لا ينقصها مال او سلاح ومن باب ( ان ترهبوا بها عدوكم ) حتى لا يظل سادرا في ظلمه وصلفه وعدوانه .


(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير