"الأردنية" تهدد طلابها
هددت الجامعة الاردنية الطلبة الذين دعوا الى الاضراب بحجة أن ذلك يتنافي مع تعليمات الجامعة. وقال رئيس الجامعة اخليف الطراونة إن حق التعبير عن الرأي "مصان للجميع، على أن يكون ضمن القوانين، والالتزام بعدم الإساءة إلى الرموز الوطنية المجمع عليها من قبل الأردنيين كافة"، مستنكرا "أعمال التخريب والشغب" التي حدثت مؤخراً في مختلف المحافظات. وذكر الطراونة أن العملية التدريسية "تسير بشكل اعتيادي"، معتبرا أن "الاعتصامات المعطلة للعمل لا تخدم الوطن، ولا تحل القضايا"، على حد قوله.
نستغرب أن يكون موقف رئيس الجامعة بهذا الشكل، فاتحاد الطلبة يضم طلبة منتخبين يحق لهم التعبير عن انفسهم سياسيا، وبخاصة وانهم ينتمون لطبقة استهدفت بالقرار الجائر لحكومة النسور، ونأسف لتحول الجامعة إلى مغفر لممارسة تلك المظاهر العرفية ضد حرية التعبير. ثم لا احد يعرف ماذا يقصد الرئيس بالاساءة للرموز الوطنية المجمع عليها؟ فأما ان يكون هناك حرية تعبير وحق نقد لكل من يمارس السياسة ويتخذ قرارات تمس حياة الشعب بمن فيهم الطلبة او أن لا يكون هناك حرية تعبير؛ فتناقض رئيس الجامعة مع نفسه في تصريح واحد يعكس ارتباكا واضحا لادارة الجامعة التي تميل لترهيب الطلاب بدلا من الحوار معهم.
في كل دول العالم المستنيرة تلعب الجامعات دورا هاما في الحياة السياسية، الا في الجامعة الاردنية، التي يصر رئيسها على التلويح بعقوبات ضد الطلبة، في حين يشير سجل الجامعة بوضوح إلى أن العقوبات التي تلحقها بطلبة بسبب مشاكل معروفة لا تنفذ، وبعضها يتم التراجع عنه قبل ان يجف حبر قرارات الرئيس. واذا استمر رئيس الجامعة بهذا الاسلوب العرفي فإن من شأن ذلك اي يخلق اجواء غير مناسبة للتعليم والارتقاء بالشباب، هذا اذا كانت اولويته هي بالفعل تحسين المناخ الاكاديمي، كما ان الحرم الجامعي لا يحتاج الى مزيد من التضييق لأنها وصفه مجربة وفاشلة.