الأسرى وعجز الخارجية
جو 24 :
محاكم الاحتلال الصهيوني أصدرت مؤخرا بإصدار أحكامها بالسجن بحق أسرى أردنيين، فماذا كانت ردود الأفعال الرسمية والشعبية إزاء هذا؟
شعبيا، شهدنا إقامة المهرجانات الخطابية، أمّا على المستوى الرسمي فلم يكن من المتوقّع أساساً أن نشهد موقفا يرتقي لمستوى الحدث.
كان الأمل معقودا على الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني باتّخاذ إجراءات ضاغطة أكثر فعالية، وبذل كل الجهود لإيصال القضية إلى منظمات حقوق الإنسان في العالم أجمع، ومحاولة خلق رأي شعبي ضاغط، يحمل الحكومة على تحرّك ديبلوماسيّ مؤثّر.
وعلى المستوى الرسمي نستغرب عدم استغلال وزارة الخارجية لمساحة المناورة وعجزها الديبلوماسي الكامل أمام كلّ ما يتعلّق بالممارسات والانتهاكات الصهيونية الاستفزازية، سواء فيما يتصل بالاعتداء على وصاية الاردن على المقدسات، أو فيما يعلق بقضية الأقصى.
شهدنا مؤخرا بعد ردود الأفعال الرسمية الأكثر تأثيرا ممّا شهدناه خلال السنوات الماضية، خاصة تجاه الاعتداءات على الأقصى، ولكن المطلوب هو أن تفعّل وزراة الخارجيّة حراكها الدبلوماسي إلى ما يليق بمستوى الحدث.
الاتّفاقيّات والمعاهدات المرفوضة شعبيا مع العدو الصهيوني، لم تعد على الأردن الرسمي بأية فائدة تستحق الذكر، فإذا كانت هذه المعاهدات لا توفّر حتّى مساحة معقولة للمناورة السياسية، ولا تحترم سيادة الأردن ولا مواطنيه، فما هو مبرّر وجودها حتّى اليوم؟
ترى هل ستتمكن وزارة الخارجية -على الأقل- من نقل أسرانا لقضاء "محكوميّتهم" في الأردن؟! إذا كانت الوزارة عاجزة عن تحقيق "أضعف الإيمان"، فنحن أمام كارثة حقيقيّة.