فعاليات الموسم الثقافي لمجمع اللغة العربية
انطلقت امس فعاليات الموسم الثقافي الثلاثين لمجمع اللغة العربية الأردني بعنوان «مؤتمر سبل النهوض باللغة العربية».
أكد رئيس المجمع د.عبدالكريم خليفة على أن إصدار «قانون اللغة العربية» الذي يرتكز على المادة الثانية من الدستور الأردني التي تنصُّ على أن الإسلام دين الدولة والعربية لغتها... ووضعه موضع التنفيذ هو وحده القادر على تطبيق وسائل النهوض باللغة العربية.
وقال إن اللغة العربية، تواجه معركة مريرة من التحديات الخارجية والداخلية، معددها في التحديات الداخلية للغة العربية وتطوير أساليب تدريسها في خضم ثورة المعلوماتية والاتصالات واستعمال التقنيات الحديثة، والتحديات الخارجية الاستعمارية.
الجلسة الأولى التي رأسها اد. إسحق أحمد فرحان عضو المجمع. بحث فيها د.خالد الكركي «اللغة هوية الأمة» غير فاصل بين الأمة ولغتها، مستشهدا بالفيلسوف الألماني «فيخته» الذي قال بأن اللغة هي مصدر قوة الأمة.
عد الكركي أَنَّ السِّياسَةَ فِعْلٌ مُؤَقَّتٌ، وَالثَّقافَةُ رُؤْيَةٌ راسِخَةٌ، وَالتّاريخُ ثابِتٌ لا يَتَبَدَّلُ، أَمّا الثَّوْرَةُ فَإِنَّها إِرادةٌ تَتَراجَعُ أَمامَها كُلُّ جَدَلِيّاتِ الأَنْظِمَةِ الّتي تُفاوِضُ عَلى إِصْلاحِها بَدَلَ إِسْقاطِها، وَكَأَنَّها قاطِرَةٌ صَدِئَةٌ تَحْتاجُ إِلى قِطَعِ غَيارٍ، مختتماً، لا بُدَّ أَنْ يَرْتَقي النّاسُ مَعَ اللُّغَةِ وَبِها إِلى آفاقَ جَديدَةٍ تَنْقُلُهُمْ مِنْ مُجَرَّدِ التَّعْليمِ إِلى فَضاءاتٍ مِنَ الثَّقافَةِ، وَالْفِكْرِ، وَالإِبْداعِ، وَتُذَكِّرُهُم بِدَوْرِهِمْ في الْمَشْهَدِ الإِنْسانِيِّ الّذي كانَتْ لَهُمْ فيهِ صَوْلاتٌ وَجَوْلاتٌ.
تحدث د.زياد الزعبي من جامعة اليرموك حول «اللغة فكر وثقافة وتكوين حضاري». مؤكدا على أن العربية ليست لغة إقليمية محصورة في أطر زمانية أو مكانية محددة، وتطرق إلى حال اللغة العربية والظواهر الكبرى في مساراتها التاريخية وفي بناها الفكرية والثقافية الراهنة التي تمثل حالا من السعي إلى الحفاظ على حضورها في المشهد العالمي، وإلى مواجهة موجة المد الضخمة التي تمثل تحديا حقيقيا لهذه اللغة ودورها في البنى الفكرية والحضارية كافة.
الجلسة الثانية
الجلسة الثانية ترأسها الدكتور عبداللطيف عربيات عضو المجمع، وتحدث فيها د.عودة أبو عودة عضو المجمع حول «الأمة واللغة الأم: أيهما يصنع الآخر». ورأى فيها أن اللغة هي التي تصنع الأفراد، مستدركا أن المحيط الذي يستقبل الفرد العربي منذ ولادته هو الذي يشكل القواعد الأساسية التي تبنى عليها لغته، منبها إلى أن المرحلة الأولى في حياة الفرد هي أخطر فترات حياته من حيث اكتساب اللغة والمعرفة والثقافة.
رأت د.إيمان الكيلاني من الجامعة الهاشمية في بحثها «الاعتزاز باللغة العربية أساس في تشكيل شخصية الفرد» أن ثمة حقيقتان متبادلتان هما؛ أن اللغة سلوك وأن هدفها خلق سلوك، وأن اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة، وعالجت في بحثها جدلية العلاقة بين اللغة والفرد واللغة والفكر، ورأت أنه لا بد لرفع الكفاية اللغوية من إحياء كل أصوات الفصيحة وفق خطة عملية في الحياة العامة وتيسير النحو بما لا يخل بالأصول بأخذ المستعمل منها واقعا لتقريب اللغة من أبنائها.
الجلسة الثالثة
وترأس الجلسة الثالثة د.بشار عواد عضو المجمع. تضمنت ورقة للمدير العام لهيئة شباب كلنا الأردن صائب الحسن، بعنوان «الشباب وأثرهم في التوعية اللغوية والاعتزاز باللغة العربية» ألقاها بالنيابة عنه منسق محافظة الزرقاء عبدالرحيم الزواهرة، نبه فيها إلى أهمية اكتساب الملكة اللسانية، مستدركاً أن فقدان هذه الثروة أو ضعفها له آثار سلبية متمثلة في العزلة الاجتماعية واضطراب الشخصية وضيق الأفق الثقافي والفكري وضحالة الإنتاج الإبداعي.
جاء بحث مدير التعليم العام، وزارة التربية والتعليم د.منذر الشبول، بعنوان «المدرسة ودورها في اكتساب المهارات اللغوية»، وأكد فيه أن تنشئة الأجيال هي وظيفة المدرسة الرئيسية، مستعرضا دراسة أجراها على 50 من معلمين اللغة العربية و50 من معلمين اللغة الإنجليزية للصفوف من الرابع وحتى السادس الأساسي و20 من مديري المدارس في مديريات التربية والتعليم في مناطق العاصمة عمان للعام الدراسي 2012/2013.