أولويات أمانة عمان
جو 24 :
درج الكلحة، الذي يصل وسط البلد بجبل اللويبدة، كان محطّ اهتمام عدد من "النشطاء" الذين "شمّروا" عن سواعدهم، وقاموا "بتلوينه"، بهدف إضفاء منظر جماليّ، يسرّ الناظرين.
وبصرف النظر عن قبح الألوان المختارة، وعدم تناسقها، أصرّ هؤلاء "النشطاء" على وضع بصماتهم على الحائط المجاور للدرج، فقاموا برسم "لوحات" لا تقلّ قبحا عن عدّم اتّساق الألوان التي اختاروها.
وقبل هذا، اعتزم عدد من المتفائلين، تزيين الدرج الذي يصل وسط البلد بجبل عمان، والمؤدّي إلى مسرح البلد، فقاموا بتعليق "الشمسيّات" فوقه.
وآخرون قاموا بتلوين الدرج الواصل بين منطقة العبدلي وجبل القلعة، لإيهام الزائر بأن عمّان مدينة الألوان.
المضحك المبكي أمام هذه المعادلة، هو منظر النفايات المتكدّسة على الأدراج المتلوّنة، ألوان قبيحة لن تكون مشكلة كارثيّة، ولكن عندما تنصرف الجهود إلى الطلاء، وتنسى النفايات على هذه الأدراج، التي تخنقها نتانة الرائحة، فهذا منطق عجيب.
أمانة عمان تحترف لعبة القفز وحرق المراحل، تترك النفايات في شوارع العاصمة، وتنصرف إلى تلوين الأدراج، وإقامة المهرجانات والكرنفالات، رغم شكواها الدائمة من الضائقة الماليّة، التي تتدعيها.
ولا ننسى قضية المواصلات، والاختناق المروري المرعب، كيّ تصل إلى عملك الذي يبعد بضعة كيلومترات عن مكان سكنك، تحتاج عزيز المواطن إلى دفع ساعات في طابور انتظار الحافلة أو "السرفيس"، فإذا كان دوامك يبدأ في الساعة التاسعة صباحا، على سبيل المثال، تحتاج أن تستيقظ قبل الفجر، وتؤدّي صلاتك، وتدعو للأمانة باليقظة والرشاد، أو تدعو عليها، لا فرق.
في النهاية، ستستمرّ بدفع الضرائب دون تلقّي الخدمة التي تستحقّها، وتتأمّل وصول "الباص السريع"، الذي يذكّرنا بحكاية الطفولة، تلك الحكاية "ما غيرها"، التي سبقت فيها السلحفاة الأرنب المغرور.