دموع اوغلو ... لصحوة ضميرٍ عربية
ربما كان المظهر أشد من الحديث عنه هنا, حيثُ كانت دموع وزير الخارجية التركي احمد اوغلو من شدة العنف الذي يمارسه الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة, لكن هل يمكن أن تكون هذه الدموع رسالة من اوغلو إلى الدول العربية المنشغلة بتصفية الحسابات فيما بينها, أم هي من هول ما رآه من منظر مؤلم ومحزن على ابناء القطاع.
فلسطين دولة عربية باقية رغم أنف الكيان الصهيوني لا بديل لها وعلى الكيان الاسرائيلي الصهيوني الطامع والمدمر التوقف عن مخططه المدمر للقدس, ولكن هل صحوة ضمير عربية قادرة على إيقاف الكيان الصهيوني عن مطامعه في فلسطين؟ وهل الدول العربية في تصفية الحسابات بين بعضها قادرة على الوقوف صفاً واحدا اتجاه القضية الفلسطينية, ووضع حدا للكيان الاسرائيلي؟
ربما ذلك ما يجعل لهذا الكيان مطامعا ً كبيرة داخل الأرض العربية وهو عجز الدول العربية عن الوقوف بجانب بعضها كدولة تدعم قوتها بكلمة واحدة تهيب بها اعداء العرب, ولكن أكثر ما يمكن تجسيده الآن هو انشغال كافة الدول بتصفية حساباتها في الدول التي بات الوضع بها مقلقاً.
دموع اوغلو ليست لأهداف سياسية وربما ما رآه من قلب مؤمن وضمير حي وظلم وقهرٌ ضد القطاع جعله يبكي, وهذا أقل ردة فعل حال رؤية ابناء القطاع منهم من هو جريحا وشهيدا عدا عن الاشلاء التي وصلت المستشفى حال تفقده أحوال ابناء القطاع برفقة عدد من وزراء خارجية العرب كان من بينهم وزير الخارجية الاردني ناصر جودة الذي أكد بدوره على أهمية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
حتى هذه اللحظة ومع التهدئة التي اعلنت ربما لا زالت اسرائيل بنواياها مستمرة بحربها, حيثُ أبقت الحصار على أبناء القطاع والتوقف هي كلمة لا تؤخذ على محمل الجد من الكيان الاسرائيلي فهم من الخوف والرعب نتيجة وصول صواريخ القسام الى مدى مفاجىء للكيان الصهيوني باتوا لا يعرفون كيف تغمض عيونهم أجفانها, فقلوبهم متفرقة مرتجفة وستبقى كذلك حتى انصرافهم من القطاع والتوقف عن حصاره وعدم التخطيط لقصفه من جديد.
إسرائيل والكذبة الكبرى التي تتبعها في تعليم صغارها وهي أن فلسطين لهم, وأن الفلسطينيين استولوا على أرضهم, هذا ما اقنعته السياسة الإسرائيلية الطامعة لشعبها حتى بات ينظر إلى أن الفلسطينيين هم محتلين لأرضهم ولكن فلسطين عربية وباقية وصامدة ضد هذا العدوان حتى خروجهم منه, ولن يكون منهم خوفاً, فصاحب الحق قوي ولن يتنازل عن أرضه وشرفه مهما كلفه ذلك.
لا وطن بديل للكيان داخل فلسطين ولن يكون هناك لإسرائيل وطن بديل داخل أي بلد عربي, وفي ظل ما يحدث داخل الدول العربية من ربيع عربي وربما في الوقت الحالي من خريف عربي نرى الدول الغربية تمارس سطوتها لنشر الإرهاب وتهديد الكيان العربي وتشتيته لتحقيق مطامعها, لذا لن يكون هناك مكان لاسرائيل داخل فلسطين ولن يدنس هذا الجيش المحتل الأرض العربية الطاهرة ولا جملة تُقال لهذا العدوان ولا بشرة تزف له غير السقوط وقريبا بمشيئة الله.
كلمات كتبتها غضباً على ما نراه من جرائم الاحتلال في القطاع ودموعي ودموع أي عربي هي شرف يعتز به من لديه ضمير حي.
وفي الختام ما الذي يغضب إسرائيل من زيارة وزراء خارجية العرب للقطاع؟ وما الذي يغضب إسرائيل من دموع اوغلو؟ وما الذي يغضب إسرائيل من تضامن وزراء الخارجية العرب مع مأساة الشعب الفلسطيني؟
الحديث طويل, والحكاية سراً لا ينطقه أحدا, وإنما صحوة ضميرٍ عربية.