هل تريد اعادة انتخاب من احترف الفشل؟
جو 24 :
ملامح مجلس النواب المنتظر، بدأت ترتسم منذ اليوم، فكثير من الناس يتوقعون عودة 60% من أعضاء المجلس النيابي السابق، وآخرون يتوقّعون عودة 80% منهم، فيما يراهن البعض على أن لا تتجاوز نسبتهم الـ 10%، وهو ما نتمنّاه.
ترى، هل حقّاً يريد الناخب الأردني إعادة تدوير ذات الوجوه المجرّبة في البرلمان القادم؟ ألم يجرّب الناس هؤلاء النواب السابقين الذين برعوا في احتراف الفشل لسنوات طويلة؟
كثيرون يتحدّثون عن حلم التغيير، بل إن الغالبية العظمى من أبناء شعبنا تأمل الخروج من الأزمة المركّبة التي يعانيها الأردن، على كلّ المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فهل يمكن إحداث هذا التغيير باجترار ذات الأشخاص الذين أوصلونا إلى هذه الحال؟
اتّخذ الناخب الأردني قرارا باختيارهم، لمرّات عديدة، وها هي النتيجة؟ فلا تتوقّع أيّ تغيير إذا اتّخذت ذات القرار المدمّر عزيزي الناخب.
هذه الوجوه، التي يعاد تدويرها في المجالس النيابية المتعاقبة، احترفت لعبة الترشح والفوز، وأدركت من أين تؤكل الكتف، فالمسألة بالنسبة لها محض "بزنس".. يملكون من الأموال ما يمكّنهم من استخدامه للعودة الى البرلمان، ومراكمة المزيد من المنافع على حساب المصلحة الوطنية. فهل حقّاً تريد عودتها.
يفترض بعد التجربة المريرة خلال سنوات أن نعيد النظر بخياراتنا، وأن نفكّر أبعد من المصلحة الآنيّة الضيّقة، فمن تختاره لتمثيلك في البرلمان هو من سيحدّد مستقبلك ومستقبل أبنائك.. فهل تريد تسليم أمر هذا المستقبل الى من يفتقر للكفاءة، ولا يهمّه غير مصالحه الشخصيّة، لمجرد كونه ثريا او من اصحاب النفوذ؟ّ!
قد يمنحك هذا المرشح أو ذاك حفنة من الدنانير كي تنتخبه، أو قد يؤمن وظيفة لأحد أبنائك، أو مقعدا جامعيا مثلا، وربما تستفيد منه أكثر فيمنحك فرصة الحصول على "إذن أشغال" حتى اذا كان منزلك مشيدا بما يخالف المواصفات والمقاييس..
ولكن هل هذا هو طموحك؟ ألا تريد حلّ مشاكل الفقر والبطالة، وتأمين مستقبل أفضل لابنائك عبر انتخاب من لديه الكفارة والقدرة على مراقبة الحكومة وسنّ التشريعات التي تضمن لك غد أفضل؟
إلى متى سيبقى الناخب أسير قراراته الخاطئة والرغبة بتحقيق مصلحة آنية على حساب غده ومستقبله وواقعه الاقتصادي والسياسي؟ هلاّ التفتنا قليلا إلى من يمتلكون الكفاءة من أصحاب البرامج والرؤى الواضحة؟!
وبالمناسبة، في الدولة من يتحمّل أيضا مسؤولية إعادة تدوير النواب العاجزين عن الاضطلاع بدورهم في البرلمانات المتعاقبة، فقد منحوهم مفاتيح "الواسطة" لتكون لديهم القدرة على تنفيع الناس مقابل البقاء في السلطة التشريعية، دون ممارسة التشريع ولا الرقابة على النحو المطلوب. وهكذا يضمنون مجلسا نيابيا منصاع بالمطلق للسلطة التنفيذية، وينجحون بإقصاء من قد يتسبّب لهم بأوجاع في الرأس!
ولكن هذا لا يعفي الناخب من مسؤوليته، فهو من يصر على منح صوته مقابل مصلحة عابرة، كما أنه ما زال مصرّا على العيش صندوق ضرورة التصويت لابن العشيرة، ألم يحن أوان الخروج من هذه الدائرة المغلقة؟! نجاح قريبك بالانتخابات النيابية على حساب بناء دولة متقدمة ومزدهرة تسنّ فيها التشريعات التي تحقّق مصالحك وتمكنك من العيش برخاء، هو الكارثة بعينها.
وإذا كان لا بدّ من انتخاب ابن العشيرة، فعلى الأقلّ اختر من هو أكثر كفاءة بين أقاربك، وليس بالضرورة أن يكون من أصحاب المال والجاه، اختر من هو متعلم على أقل تقدير، فهل درست وتعلمت لكي تنتخب من لا يملك شهادة ثانوية عامّة؟!
مؤسف أن تضيع صوتك مقابل فزعة أو ثمن بخس، فصوتك هو ما سيحدّد كيف تعيش أنت وغيرك، وكيف سيكون مستقبلك ومستقبل بلدك، بعض من اليقظة وتدرك القرارات الخاطئة قد تضمن لك حياة أفضل.