للوزير العناني.. ما هكذا تورد الإبل
جو 24 :
يعتقد نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، جواد العناني، أن كلّ شيء في الحياة متعلق بقيمته المادية بعيدا عن أية حسابات أخرى، سواء السياسية أو السيادية أو حتى الانسانية، وهذا ما دفعه للقول إن اطفاء الأردنيين انوار منازلهم ساعة واحدة مساء الأحد "لا يؤثر على تكاليف الكهرباء كثيرا".
الواضح أن العناني لم يفهم الرسالة التي أراد الشعب الأردني ايصالها للحكومة المعيّنة، وهي رفض قرار استيراد الغاز من الاحتلال الصهيوني مهما كانت المبررات والأسباب التي تسوقها الحكومة، حتى لو اضطروا بعدها للعودة إلى الزمن الجميل "زمن الشمعة والسراج".
الأردنيون وبكلّ بساطة يا معالي الوزير لا يريدون أن يرهنوا بلادهم للاحتلال الصهيوني، كما أنهم يرفضون دعم اقتصاد العدو الصهيوني الذي يقتل أهلنا في فلسطين ليل نهار بالإضافة لكونهم يحتلون أرضنا، هذه هي المعادلة التي يبدو أن العناني وفريق هاني الملقي الوزاري لا يريدون فهمها ويحاولون الالتفاف عليها بشتى السبل والوسائل.
وأما الأمر الاخر، فإذا كانت الحكومة تمنع الأردنيين من التعبير عن رأيهم وايصال رسالتهم عبر الاحتجاج في الشوارع، وتلاحقهم بما يكتبون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الحدّ الأدنى هو احترام احتجاجهم الصامت وهم يجلسون داخل بيوتهم.
في الحقيقة إن ظهور مسؤول حكومي على شاشة التلفزيون الرسمي للتقليل من قيمة الارادة الشعبية هي قمة البؤس و(...)، وهنا نقول للوزير العناني لقد شعر الاردنيون بالأمس بنشوة النصر التي لم تشعر بها أنت طيلة حياتك، واظنهم سيكررون الأمر يوم الأحد القادم مع الحملة الجديدة التي انطلقت بالأمس وسنشعر بقوّتنا التي يبدو أنها تغيظك كما تغيظ غيرك..