فيلم التحرش الجنسي بالاردنية
على الجامعة الأردنية ان توضح امرا بات يقلق المتابعين والمهتمين بالتعليم العالي ويتعلق بالحريات الأكاديمية أو بتوظيف البعض لهذا المفوم لتحقيق مكاسب أو لابتزاز الادارات الجامعية لثنيها عن القيام بعملها او للحفاظ على مكاسب حصل عليها البعض بفضل غياب المعايير والشفافية ولأن اليات الحصول عليها تشوبها الكثير من العيوب وتحوم حولها الشبهات والشكوك.
بطل القصة هذه المرة هي الدكتورة رلى قواس العميدة السابقة لكلية اللغات، فالدكتورة اشرفت على عدد من الطالبات لاعداد مشروع تمخص عنه فيلم يتناول مسألة التحرش الجنسي بالحرم الجامعي. والدكتورة قواس تصر على حقها في ادارة مادتها بالطريقة التي تراها مناسبة لأن ذلك يقع في باب الحريات الاكاديمية، وهذا من حقها. غير أن القضية حسب الدكتور امجد قورشة تجاوزت الحريات الاكاديمية عندما تم رفع الفيلم على اليوتيوب ما يشكل اهانة واساءة غير بريئة للجامعة والعاملين بها. وحديث قورشة يشير إلى ان هناك ثمة سوء نية وان المسألة تعدت الحريات الأكاديمية.
المسالة تطورت عندما قام رئيس الجامعة الجديد الدكتور اخليف الطروانة على تغيير تركيبة مجلس العمداء وازاح ١٢ عميدا وعميدة من مواقعهم من ضمنهم الدكتورة قواس، وهي بالمناسبة لم تفصل وانما عادت للتدريس كما كانت قبل ان تعين عميدة، هنا استنجدت الدكتورة قواس بالمنظمات الدولية لممارسة ضغط على الرئيس الجديد لدفعه على التراجع عن قراره، وبالفعل قامت بعض المنظمات والشخصيات الدولية بارسال رسائل قاسية لرئيس الجامعة تطالبة بالتراجع عن قرار تغيير عميد كلية اللغات.
والسؤال المطروح هو هل بالفعل قام الرئيس الطراونة بالتخلص من الدكتورة قواس بسبب اشرافها على الفيلم أم انه قام بذلك في سياق التغيير بالجامعة الاردنية حتى يتمكن من تنفيذ الخطة الاستراتيجية للجامعة التي تضع الجودة على رأس سلم اولوياتها؟
نرى أن الهجوم على الجامعة له اهداف شخصية وإن كنا نرى ان الية تعيين رئيس الجامعة ومجلس العمداء الية بالية لا تخدم التعليم والتعلم ولا تفرز الافضل من بين العمداء، غير أن الضرر وقع، ففي حين تهاجم الجامعة بتهمة غياب الحريات الاكاديمية فإن الاساءة حدثت لأن الفيلم منشور وهو يخدش الحياء العام ويعطي صورة غير حقيقية عن الحرم الجامعي، فما هو ذنب العاملين والطلبة بالجامعة في ان يكون هناك فيلم على شبكات الانترنت يسيء لهم ويشاهده الملايين؟!