الاختباء خلف العرش
نتعجب لأمر البعض الغارقين في الماضي أو غير المكترثين بالمزاج العام والتحولات الكبيرة التي طرأت على العقل الجمعي للأردنيين وهم يوظفوا لغة تسيء للجميع، فمثلا، يصر البعض على ان كل شيء ايجابي يحدث لنا بالاردن ما هو الا بسبب مكرمة ملكية أو ان اي عمل جيد ما هو الا نتيجة لتوجيهات من قبل رأس الدولة.
فعندما وزعت لجنة زكاة وصدقات البارحة أغطية "حرامات صوف" على 300 أسرة محتاجة في المحافظة، فقد أكد مدير أوقاف إربد فايز العثامنة على أهمية مثل هذه الصدقات التي تعين الأسر المحتاجة خاصة في فصل الشتاء القارص،وهذا تصريح متوازن، غير أن الامر مختلف عندما قال رئيس اللجنة حسن بني هاني إن الحملة تأتي اقتداء بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني!!! لماذا الزج باسم رأس النظام بكل شيء؟! كيف يخدم ذلك الملك؟! ماذا لو احتجت اسرة ترى بأنها تستحق المعونة؟ على من تصب هذه الاسرة جام غضبها؟
في الاردن هناك ممارسات عجيبة تعكس ضعف شخصية للمسؤولين، واحيانا تستمع لاحدهم يتكلم حتى في جلساتهم الخاصة وهم يرددون كلمة جلالة الملك كل جملة وكأن ذلك هو معيار الولاء للوطن! هؤلاء يعتقدون أن الحفاظ على مواقعهم يتطلب منهم ان يختبئوا خلف العرش وأن عليهم ان يرددوا اسم رأس الدولة في كل ما يقومون به حتى لو كان ما يقومون به هو مثار سخط الشارع!
هذه ممارسات يجب ان تنتهي لأنها لا تكسب من يطلقها الاحترام وتأتي بتأثير معاكس لما يراد لها، لكن على خلافنا الشديد مع رئيس الوزراء وسوء ادارته للمشهد العام الا اننا نسجل له عدم الاختباء خلف احد لغاية الان.