فهمنا يا معايطة ولكن!
قال وزير الدولة لشؤون الاعلام وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة ان الملك عبدالله الثاني من السباقين في الدعوة الى الاصلاح حيث استبشر جلالته خيرا بالربيع العربي الذي اعطانا فرصة بأن نسرع باصلاحنا اكثر وبشكل كبير. وقال المعايطة على هامش رعايته مهرجان الولاء والانتماء الذي نظمته عشائر الجراوين بئر السبع في منطقة النزهة بلواء القويسمة يوم الجمعة ان الاردنيين يدركون ان الرؤية التي يقودها الملك توصل الى الاهداف دون تعجل او خروج عن الهدف بشكل او بآخر. وأضاف اننا كاردنيين كلما اقتربنا جميعا من بعضنا البعض نشعر بأمان اكثر، فنحن نريد بلدنا آمنا وروحنا مع الاصلاح. ووصف المعايطة مهرجان عشائر الجراوين بانه واحد من اساليب التعبير الاصلاحي الذي يعبر خلاله المواطنون عن رغبتهم بالسلم وبالمطالبة السلمية وهما رد حقيقي على من يتحدث عن الاردن بغير موضوعية.
معالي الوزير، الاهم هو ما يريده الشعب الاردني من اقصى شمال المملكة الى جنوبها وهو الأمر الذي تنكرت له حكومة الطروانة التي كنت ناطقا باسمها ومدافعا عن قرارتها وقوانينها ابتداء من قانون الصوت الواحد الى قانون المطبوعات المكمم للأفواه، والأهم هو ايضا ما يريده الشعب من شفافية واحترام لعقله وهو ما عملت ضده حكومة النسور التي تنطق باسمها ليلا نهارا دون أن نرى قرارا واحدا يخفف على المواطن.
المشكلة يا معالي الوزير لا تكمن بالكلام الجيد الذي يقوله رأس الدولة للاعلام الخارجي، وهو كلام ينم عن توجه لاصلاح حقيقي، المشكلة تكمن في عدم قدرة المتنفذين على ترجمة الكلام الذي يقال الى قوانين وافعال تجعل من المواطن الاردني مقتنعا بما يسمع من كلام، يا معالي الوزير انتهت حملة العلاقات العامة التي قادتها حكومتكم بفشل ذريع لأنكم لم تستوعبوا بعد أن غوبلز شبع موتا وان المواطن الاردني هو اذكى من الحكومة التي ما زالت تمارس استهبالا غريبا للمواطن.
معالي الوزير، لا يحتاج الملك ان يتحدث اي وزير باسمه، ما يحتاجه الملك اكثر من اي شيء آخر هو أن تحاول أي حكومة خلق الانطباع بأن هناك حالة من التماهي مع رأس الدولة وبخاصة الحكومات التي لا تحظى بثقة الشعب الاردني، فالاختباء خلف الملك ومؤسسة العرش ومحاولة الظهور بمظهر من ينفذ تعليمات الملك لا يساعد على استعادة الثقة وانما توسيع الفجوة بين الدولة والمجتمع. المطلوب من امثالك يا معالي الوزير أن لا يضع رأسه بالرمال وأن ينظر من حوله لأنه سيجد ان الحراك الاردني هو سلمي وان مظاهر البلطجة معروفة جيدا ومعروفة لدى المواطن ارتباطاتها وانت في داخلك تعرف احسن بكثير مما تقول.