ممارسات التزوير
ينتقد الاردنيون في مجالسهم الخاصة ما يسموه بالتزوير في كل شيء، ويطال النقد تزوير الانتخابات وتزوير ارادة الناخب عندما كان المرشحون المقربون من الدولة ينقلون ناخبين من دائرة لأخرى، ولا يقتصر النقد عند هذا الحد فهناك من المتنورين من يرى ان الحكومة تزور الحقائق من خلال حرصها على ان لا يسمع احد صوتا الا صوت الحكومة ومن خلال التدليس في كثير من الأمور ناهيك عن استهبال الناس بخطاب سخيف.
لكن هذه المرة يرى البعض ان التزوير الصارخ هو في رفع اليافطات التي تدعي انها تمثل عشيرة معينة او قطاع معين وتتبنى موقفا أو رأيا ربما لا يتفق عليه اعضاء العشيرة ولا اصحاب القطاع، وفي واقع الحال يكون هناك شخص معين او مجموعة قليلة متزلفة أو تأتمر بأمر حاكم اداري او غيره تكتب شعارا ما وترفعه على يافطة او تصدر بيانا مدعية بأن ذلك باسم العشيرة او باسم القطاع الخ، والسؤال هل استشار من رفع اليافطة او كتب البيان بقية افراد العشيرة او اعضاء القطاع ؟!
اعجبتنا يافطة رفعا شخص واحد باسمه تعبر عن موقف موالاه في احدى المدن خارج العاصمة، واليافطة بسيطة وكتبها شخص تبين فيما بعد انه سيخوض الانتخابات، غير أن الفكرة الرئيسية أن هذا المترشح لم يكذب ولم يزور لأنه قال بأنه هو شخصيا يؤيد او يعارض ولم يدعي بأنه يتكلم باسم اية جماعة.
التزوير وصل الى أقصى مداه عندما جاء مجلسان للنواب مزوران وقاما بالتشريع وكأنهما منتخبان، وفي ذلك تزوير صارخ لم نجد من يتصدى له سوى الاقلام الحرة والشعب الذي اعلن عن رأيه في المجلسين السابقين! واحيانا يأتي فصيل سياسي او حزب سياسي معين ويرفع نبرة صوته مدعيا بأنه يمثل الشعب، لكن الواقع يشير إلى أن أي احد او فصيل او حزب لا يمثل الشعب بكل مكوناته لاستحالة ذلك موضوعيا. لكن يبقى الادعاء هو القاسم المشترك للجميع!