إلى نقيب المعلمين: كن عقيدا لا نقيبا
سأطوي جميع خلافاتنا جانبا وإن شئت سأتلفها، ففي النوائب الكبيرة تنتفي الصغائر وحين كسر القيود لا يبحث الحرّ عن مفاتيح لها .
أنت تنتمي لحزب عريق، ينتمي بدوره لاتجاه صنع مواقف وطنيّة وقوميّة، له محطات نهضويّة مشرقة في تاريخ أمتنا،حاول صنع قوة عربيّة قوميّة، دمّرها تآمر الرجعيّة العربيّة مع قوى الاستعمار الغاشمة.
أنت تنتمي لحراك طاهر، لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، اختلطت دماء أقدامهم برمال صحراء الأردن لنصرة الحقّ وكرامة المعلم، وتنتمي لرفاق ما عرفوا الطعن ولا الغدر يوما، قدّموا الغالي والنفيس،لا كلّ ولا وجل.
أقول لك مخاطبا ما لديك من احترام لدماء شهداء حزبك وقوميتك، ومخاطبا وفاءك لقضية المعلمين ونضالهم: انسلخ عن مجلس يتاجر بقضايا المعلمين وحقوقهم، كما تاجر بالدين وهو منهم براء، انشل نفسك وعد إلى رفاق دربك ونضالهم قبل أن يخرجوك بتآمرهم القريب، بعد أن صاغتهم الظروف الصَفِقة، لا تكن واجهة لرجعيتهم وأطماعهم السلطوية الجاهلية المريضة، ومشروعهم في القضاء على كلّ القوى الوطنية الحيّة.اخرج وأغلق عليهم الباب خلفك قبل أن يُغلق أمامك وإياهم، ولا تكن كمن يقذف بنفسه في اللجّة تاركا لها أن تقرر مصيره.
أليس لنا في رفيق نضالنا أحمد الصعوب خير قدوة؟ ألم يهزم الموت ليعود لنا محاربا من جديد ،ألا يستحق ذلك نصرته؟ ألا يستحق حلمنا بنقابة تحتضن المعلمين ولا تقصيهم، مزيدا من التضحيات ؟
في مثل هذه الظروف أن تكون عقيدا للمعلمين خير من أن تكون نقيبهم.