jo24_banner
jo24_banner

اليوم التالي للانتخابات

اليوم التالي للانتخابات
جو 24 :

قال الملك اثناء ترؤسه لجلسة مجلس الوزراء أن "الأولوية السياسية بالنسبة لنا هي الانتخابات التي ستجرى في 23 من كانون الثاني (يناير) المقبل والتي أدعو الجميع للمشاركة فيها"، وبهذا يبعث الملك برسالة واضحة تقول أن لا مجال للتنظير أو التوقف عند طروحات عدد من النخبة التي تناول سيناريوهات مختلفة للمرحلة القادمة. فالملك بهذ المعنى حسم أمر اجراء انتخابات نيابية مبكرة في الموعد المعلن لها مؤكدا على أن طريق الاصلاح لا رجعة عنه، وإذا لم يحدث امر جلل له تأثير كبير على البلاد والعباد فإن الدولة تتجه بقوة نحو اجراء انتخابات بصرف النظر عن الانقسام المجتمعي حيال الأمر وستتم الانتخابات بمن حضر، فالنخب الحاكمة ترى أن هيبة الدولة تتطلب اجراء انتخابات في موعدها بدلا من التردد الذي يبعث برسالة ضعف لا تحتاج اليها الدولة في الوقت الراهن.

هذا الحسم الملكي للانتخابات قطع الطريق على محاولات جرت في الايام الماضية وانصبت على البحث عن مخرج يضمن التشاركية بدلا من الاقصاء الرسمي الذي مارسته نخب الوضع القائم والتي تخشى الاصلاح وترتعد خوفا من سيناريو تمكين المواطن الاردني سياسيا. الراهن أن الدولة تعمل بجد لاقناع الحركة الاسلامية في المشاركة بالانتخابات مع وعود تعطى في السر، بمعنى أن منطق الصفقات ما زال مسيطرا على البنية الذهنية للمؤسسة الحاكمة التي ما زالت تنظر للاخوان المسلمين كحركة براغماتية، فكان المطلوب تليين الحركة من خلال الشيطنة ثم منح الحركة طوق النجاة لكن بشروط الدولة. هذه العقلية التي تحكم الرسميين تنتمي الى حقبة بائدة لأن المستجدات في الاردن وفي الاقليم تفرض تغيير الية التعامل مع مكونات الشعب السياسية وهو أمر تخفق الدولة الاردنية في فهمة.

والسؤال المطروح هو ما هو سيناريو اليوم الذي يلي الانتخابات في حال اجرائها في اجواء المقاطعة الرسمية للاخوان المسلمين وباقي الحراكات وفي ظل احراق اعداد كبيرة من البطاقات الانتخابية احتجاجا على سياسة رفع الدعم عن المحروقات؟ الملك يريد الانتخابات كتتويج لحزمة الاصلاحات التي يقول بأنها متقدمة، لكن ماذا سيكون موقف الدولة ورأسها إذا ما نزعت الشرعية الشعبية عن حزمة الاصلاحات في اليوم الذي يلي الانتخابات؟! أي هيبة تبقت للدولة ولشخوصها إن طالب الشعب الاردني او قسم كبير ومؤثر منه بحل المجلس القادم على اعتبار انه قائم على قانون اقصائي؟! الراهن ان الدولة ما زالت تدار بالقطعة وليس هناك مطبخ استراتيجي للتفكير أبعد من انف الرسميين!

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير