العزف النشاز على ترنيمة المحاصصة..

محرر الشؤون السياسية - بعض كتابنا تأخذهم العزة بالاثم ،ويباشرون في خوض معارك مع الفراغ ،فتراهم بين الحين والاخر  يوهمون انفسهم بان هناك  خصوما و اندادا متخيلين يناصبونهم العداء ،وهذا غالبا لا يعدو كونه  محض  افتراض غير واقعي . 

هؤلاء لا يستطيعوا ان يعيشوا في العتمة طويلا ،فسرعان ما يخرجون من سباتهم الطوعي ،ليخوضوا معركة دونكشوتية مع طواحين الهواء،والغاية هي الترويج لفكرة ساقطة اخلاقيا ،يجري تقديمها على خلفية وجود سجال ،وهذا السجال غير موجود الا في دواخلهم التي تعاني .. 

لماذا لا يباشر هذا الكاتب - وهو نموذج صارخ لهذه الشريحة - دون كلام كثير لا سياق موضوعي له ،  بالترويج لمرشح رئاسة مجلس النواب المفترض احمد الصفدي بشكل مباشر ؟ وذلك دون ان يقدمها على انها ضرورة تمليها "الذرائع المناطقية والعشائرية " ،بعد هضم حقوق احدى المكونات الرئيسة على حد زعم الكاتب؟ هل عجز - ويبدو انه عاجز هنا- عن التركيز على مناقب الصفدي ومواقفه وتاريخه السياسي ومساهماته وانجازاته ؟لماذا يعزف عزفا منفردا نشازا على ترنيمة المحاصصة ليصل وعلى نحو غير متوقع لنتيجة غاية في الطرافة وهي افساح المجال للصفدي ودعمه لترأٌس مجلس النواب  وتقديمه على انه " الفرصة اليتيمة لتعديل وتصويب الاوضاع " وهو - اي الصفدي - من سيحفظ التوازنات وسيعيد الامور الى نصابها الصحيح ؟ 

من قال ان الرئاسات هي من تعبر عن حجم التمثيل ووزنه النوعي ؟

كنا نظن ان التمثيل غير المسبوق لمكونه  -الذي قال الكاتب انه بات يعاني من الاقصاء والتهميش- في مجلسي الاعيان والنواب هذه المرة ،سيسكته وفريقه من دعاة المحاصصة والحقوق المنقوصة،ولكن للاسف يبدو ان هؤلاء لن يكفوا قبل ان يغيروا هوية الدولة ،متناسين - عن قصد - حالة الاقصاء والتهميش الحقيقية التي يعاني منها ابناء البلد جميعا في بقية جغرافيا الوطن الممتدة من الشمال الى الجنوب ،وهؤلاء هم الذين يعانون من غياب التمثيل الحقيقي ويدفعون يوميا ثمن الخيارات غير الممثلة لهم - المحسوبة عليهم - في مراكز صنع القرار .. 

الكاتب هذه المرة كشف بوضوح  ركاكة منطقه وادعاءاته،فكيف يصبح احمد الصفدي ايها الكاتب الكبير عنوانا وحيدا للتوازن المناطقي؟  

انها المحاصصة  المقيتة بابشع تجلياتها وصورها ..