"الحركة الشعبيّة" تحذر من الانجرار وراء المبرّرات الواهيّة للتطبيع مع العدو الصهيوني
حذرت "الحركة الشعبية الأردنية لمقاطعة الكيان الصهيوني" من محاولات خلق المبرّرات الواهية للمضي في مشاريع التطبيع، مؤكدة أن التذرع بالتواصل مع أبناء شعبنا الفلسطيني في المناطق المحتلة في العام 1948 لا تبرّر الاعتراف بشرعية الكيان عبر طلب تأشيرة الدخول من سفارة العدو الصهيوني.
وأعلنت الحركة في بيان صادر عنها موقفها من قرار فرقة "أوتوستراد" بإقامة حفل موسيقيّ في مدينة الناصرة، منوهة في ذات السياق إلى أن كتابا ومدوّنين صهاينة أعربوا عن اهتمامهم بمثل هذه الخطوة باعتبارها تحقق مصلحة "اسرائيل" وأهدافها التوسعيّة.
وتاليا نص البيان:
"أوتوستراد": استنى شوي!
بيان صادر عن الحركة الشعبية الأردنية لمقاطعة الكيان الصهيوني
لاحقا للّقاء الذي تم بين أعضاء من الحركة وأحد أعضاء فرقة "أوتوستراد" لمناقشة حيثيات حفلهم المعلن عنه يوم الخميس القادم تاريخ 7/12/2012 في مدينة الناصرة في فلسطين، أوضحت الحركة موقفها من هذا الحفل، والمتمثل بما يلي:
أولا: نؤكد على إيماننا الراسخ بأهمية التواصل مع أشقائنا وشقيقاتنا الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، وخلق مساحات للتفاعل معهم على كافة الأصعدة، على اعتبار أنهم جزء لا يتجزأ من الشعب العربي، وأن وجودهم على أرضنا المحتلة وتمسكهم الهوية العربية هو بحد ذاته فعل مقاومة.
ثانياً: إن الحصول على تأشيرة من سفارة العدو الصهيوني يعد اعترافاً بشرعية هذا الكيان الاستعماري، ومن هنا فإن هذا الفعل هو تطبيعٌ مباشر.
ثالثاً: إن قيام فرقة "أوتوستراد" بالذهاب إلى فلسطين المحتلة، والحصول على تأشيرة في سبيل ذلك يحقق خرقاً لمعايير المقاطعة التي تتوافق عليها العديد من المجموعات الناشطة في هذا المجال، سواء الفلسطينية منها أو العربية أو حتى العالمية. وتضعف من الإنجازات الكثيرة التي حققتها –ولا زالت تحققها- المقاطعة كأداة متاحة وفاعلة في مقاومة الاحتلال.
وقد جاء رد الفرقة على هذا الموقف بأنهم من خلال هذا الفعل يسعون إلى "اختراق" الكيان الصهيوني وعدم السماح له بإقصائهم عن أرض فلسطين التاريخية وجمهورها، وأنها تأتي في سبيل التواصل الثقافي مع فرق فلسطينية ومع الجمهور القابع تحت الاحتلال. وأكدت الفرقة أنها لن تتعامل مع أي شخص يحمل جنسية الكيان الصهيوني ما لم يكن فلسطينياً، سواء في التنظيم للحفل، أو في إدارته، أو في جمهوره.
إن هذه السابقة -"الاختراق"- الموسيقية التي ستقوم بها الفرقة الأردنية، تعدّ كسراً لجدار مقاطعة الكيان الصهيونيّ عربياً، وستجُرّ ما هو أسوأ إن نجحت واستمرّت في اختراقها.
إن الحركة تتمسك بموقفها بأن التواصل مع الجمهور الفلسطيني يمكن أن يتم من دون هذا الخرق المباشر لإحدى ركائز مجابهة التطبيع، ألا وهي الحصول على تأشيرة من سفارات الكيان الصهيوني. وفي هذا الصدد، فإن الحركة على استعداد للتحاور والمساهمة في توفير وتسليط الضوء على بعض البدائل المتوفرة فعلاً، والتي تحقق هذا الغرض، سواء لفرقة "أوتوستراد" أو غيرها من الفرق الأردنية والعربية المعنية بالتواصل مع الجمهور العربي داخل الأراضي المحتلة.
كما أن الحصول على تأشيرة بهدف زيارة الأراضي المحتلة لا يعدّ "اختراقاً" لإرادة الإحتلال، إذ أن للكيان الصهيوني رفض منح التأشيرات في أي مكان وزمان. وفي النهاية، من المؤسف أن تقوم فرقة عربية بخرق المقاطعة الثقافية للكيان الصهيوني في الوقت الذي حققت فيه حملات المقاطعة العديد من النجاحات على المستوى العالمي.
قاوم ...قاطع
وفيما يلي ما كتبه المدوّن "الاسرائيلي" دايفيد يوتام في سياق الاهتمام الصهيوني بمثل هذه المشاريع التطبيعيّة:
دافيد يوتام
شبيبة حزب العمل
يقول الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه " لولا الموسيقى لكانت هذه الحياة مجرد غلطة " تعتزم فرقة أوتوستراد الأردنية إحياء حفلة في دولة (إسرائيل) وسيتم تسيير رحلات من القدس وتل أبيب وحيفا إلى الناصرة للمشاركة في هذه الحفلة .
لم يكن من الصعب علي أن أحصل على أرقام بائعي التذاكر , كذلك لم يكن من الصعب علي أن أقنع عدداً من أفراد الشبيبة في ضرورة الحضور والمشاركة في مثل هذا الحفل لمد جسور السلام والمحبة. وهذه أفضل خطوة لكبح جماح دعوات العنف والإرهاب التي عانت منها شعوب المنطقة على مدى سنوات . أقول لم يكن من الصعب إقناع عدد من أصدقائي بحضور هذا الحفل على الرغم من أن عدداً من الرفاق كانت لديهم مخاوف وتساؤلات استطعت أن أجيب عنها مثل أن هذه الحفلة ستساهم في كسر عزلة إسرائيل خاصة بعد أن قام المغني الأمريكي ستيفي ووندر stevie wonder بإلغاء حفلته نتيجة ضغوط مارسها كارهو اسرائيل . وعندما هاتفت صديقتي ساريت حداد أخبرتني أن هذه الحفلة شجعتها على التفكير بشكل جاد بإحياء حفلة شبيهة في الأردن
تساهم هذه الحفلة كذلك في كسر الصورة النمطية عند الشعب اليهودي عن صورة الأردني الإرهابي التي قدمها المجرم أحمد الدقامسة قبل سنوات عندما قام بقتل عدد من الأطفال الإسرائيليين , تكسر تلك الصورة النمطية عندما قام الفنان الأردني يزن الروسان بتقديم موسيقى مليئة بالحياة والحب والسلام , وهذا النموذج هو الذي يجب أن ننظر إليه ونعممّه حتى تطغى هذه المفاهيم على مفاهيم الحرب والإرهاب , ولتظهر تعطش الشعوب لمدّ أواصر المحبة والتعايش في المنطقة . فما الصراع إلّا مصالح سياسيين فاسدين .
هذه الزيارة التي يقوم بها الروسان تعتبر تاريخية ومن الذكاء تشجعيها لأنها تكسر الصورة النمطية عند أصدقائنا العرب عن إسرائيل وتعطيهم فرصة للتعرف على الحضارة والتقدم والتسامح الذي يعيش في ظله الإسرائيليون . وكذلك تفيدنا هذه الحفلة على المستوى السياسي خاصة وأن جمهور فرقة أوتستراد في معظمه من الفئات الشابة الواعية والناشطة في المجال السياسي والمرشحين لكي يصبحوا قادة وأصحاب قرار في الأردن في قادم الأيام
الحفلة لا تعوّض وأنصح الشباب اليهودي خاصة بحضورها . نراكم في السابع من ديسمبر في الناصرة